العثور على 3 جماجم مميزة خلال تنقيبات أثرية بالشمال

العثور على 3 جماجم مميزة خلال تنقيبات أثرية بالشمال
موقع بانيت وصحيفة بانوراما
15/08/2008 01:25:19



عثر على ثلاث جماجم يعود تاريخها الى 9000 عام ، تدل على تطور العادات المتعلقة بدفن الموتى منذ تلك الأزمنة وحتى أيامنا كما يبدو فقد اعتادوا وضع الجماجم على مقاعد في المنزل،


لتكون مصدر الهام للجيل الناشئ لكي يسير في درب الآباء – عادة مشابهة عثر عليها في سوريا، تركيا والأردن خلال الحفريات الأثرية الجارية بالموقع يفتحئل بالقرب من مفرق هموفيل في الجليل الأسفل، عثر على ثلاث جماجم مميزة جداً تعود للعصر الحجرب الأخير (العصر الحجري ما قبل الفخار) يعود تاريخها الى 8000-9000 عام ،حيث كانت مخباة في حفرة بالقرب من مبنى عام كبير جدا.
الحفريات الأثرية التي يديرها باحثو سلطة الآثار وبمبادرة من الشركة القومية لشق الطرق ، تجري بهدف اخلاء الموقع لكي يتم بناء محول بالموقع.
ووفقاً لما قاله الدكتور حمودي خلايلة مدير الحفريات بالموقع من قبل سلطة الآثار " فان الجماجم التي عثر عليها منحوتة وهي ظاهرة معروفة ومميزة للعصر الحجري الأخير. العادة كانت أن يتم محاولة نحت وجه المتوفي على مواد مثل الطين. من المهم أن نلاحظ بأنه ليس في جميع الأحوال تم نحت جميع تفاصيل الوجه في مكانها الملائم. الجماجم التي عثر عليها خلال الحفريات الحالية ، تم نحت الأنف في مكانه الملائم ، الفم كان بارزا جدا أما الأعين فقد تم ابرازها بواسطة ثلاث أصداف في كل فتحة عين. أما باقي أوصاف الوجه فقد تم استرجاعها بواسطة قناع من الطين. وكما أسلفنا فان الجماجم التي عثر عليها كانت مخبأة في حفرة بالقرب من مبنى كبير جدا، جدرانه بنيت من الوحل بينما الأرضية مصنوعة من طبقة طين سميكة جدا. يمكن أن نلاحظ في أرضية المبنى العديد من الحفر التي تم تغطيتها من جديد ".
ويقول الدكتور حمودي خلايلة "بأن الحفر هذه استعملت كقبور تحت أرضية المبنى. كانت العادة في تلك الفترة، أن يتم دفن الموتى تحت أرضية الطين داخل المبنى. بعد مرور فترة من الزمن ، كان يتم حفر القبر من جديد ليتم اخراج الجمجمة لوحدها بعد أن تم فصلها عن الهيكل العظمي، وحينها يغطى الهيكل من جديد. حينها كان يتم نحت الجمجمة في الطين على شكل يشبه وجه المتوفي وبعد ذلك توضع لتحفظ داخل المنزل. هذه العادة عرفت في المصادر التاريخية تحت اسم "تقاليد الآباء"، اذ أن الجمجمة المنحوتة تحفظ في ذهن الورثة، وترشدهم في اتخاذ قراراتهم في الحياة اليومية. مكتشفات من مواقع أثرية أخرى تاريخها متناسق مع تاريخ الموقع في يفتاحئيل، تشير الى أن الجماجم وضعت على رف أو على المقاعد داخل المبنى، والتي بنيت خصيصا لهذا الغرض. بعد مرور فترة من الزمن خلالها برز الوريث في المجتمع وكان مسيطرا، حينها خقت الحاجة الى الجمجمة أو صورة الأب ولذا في طقس احتفالي آخر تم دفن الجمجمة في حفرة أخرى بالمبنى أو خارجه".
الجماجم الثلاث من هذا الموقع، هي تتمة لـ 15 جمجمة أخرى عثر عليها بالمواقع الأثرية: أريحا، بيسمون (الحولة) كفار هحورش، عين الغزال في الأردن، وموقع آخر قريب من دمشق. ويقول الدكتور حمودي خلايلة :"أن شكل نحت الجماجم هنا ودفنها مطابقة لتلك من تل الأسود في سوريا ولربما تشير الى علاقة بين الموقعين".
عادات الموتى وتخليد ذكر الآباء بدأت عند تلك التقاليد التي تشمل الجماجم المنحوته في الطين ولا زال مستمرا حتى أيامنا على أشكال مختلفة ومتنوعة : في الصين على سبيل المثال، عثر على جثث الملوك المنحوتة في الطين، من فترة يعود تاريخها الى حوالي 5000 عام قبل الميلاد، كل الملوك عند وفاتها وضعت داخل معبد. مثال آخر هو الرقص التقليدي في اليابان والذي خلاله يتقلد الراقصون بقناع مرسوم يماثل الأقنعة التي كانت توضع على وجوه الموتى. ظاهرة تحنيط الموتى في مصر منذ 4000 عام قبل الميلاد، معروفة جدا. وحتى في أيامنا بمناطق معبنه في أفريقيا (مقابر في زمبابوي) يتم نحت الموتى في الوحل: يتم دفن الجثمان تحت التراب بينما الوجه المنحوت يبقى من على سطح التراب. هذا ما جاء في بيان من سلطة الاثار .