مصيدة الفئران !عزام توفيق ابو السعود
2 مشترك
حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: قسم الاخبار واخر المستجدات
صفحة 1 من اصل 1
مصيدة الفئران !عزام توفيق ابو السعود
مصيدة الفئران !عزام توفيق ابو السعود
كان الفأر ينظر من شق جحره في « زريبة « بيت المزارع عندما شاهد صاحب
المزرعة، يحمل صندوقا صغيرا ملفوفا بورق الهدايا، سال لعابه وهو يعتقد أن في
الصندوق جبنا أو شيئا مما يحب أن يأكله، ولكن أحلامه تبددت حين اكتشف
أن هذا الصندوق يحوي مصيدة
للفئران...
اضطرب الفأر قليلا وهو يدرك
هذا الخطر الجديد، فاستنجد صائحا بالموجودين في هذه الزريبة محذرا اياهم
من وجود مصيدة ! فقالت له الدجاجة أن قلبها معه، لكنها لا تريد إغضاب
صاحب المزرعة، فلا يمكنها مساعدته، أما الخروف فقال له أنه لا يستطيع
الاقتراب من المصيدة ويخشى أن يعلق حافره بها، أما البقرة فلم تكترث للأمر،
فهي كبيرة الحجم، ولا يوجد خطر عليها من هذه المصيدة. لم تجد استغاثاته
المتكررة نفعا وما أفادت تحذيراته !
وفي الليلة التالية سمعت زوجة صاحب المزرعة صوت اطباق المصيدة، ذهبت
لترى الأمر حتى ترتاح من الفأر الذي يزعجها، لم تكن الانارة في الزريبة كافية
حتى تكتشف أن مصيدة الفئران قد أطبقت على ذيل أفعى، كانت الافعى تتلوى
تريد تخليص نفسها، عندما مرت الزوجة، فلدغتها في قدمها... صاحت الزوجة
من الألم فهرول زوجها اليها، وحملها ليعالجها من سم الافعى.
ومن المعروف أن أفضل علاج « بلدي « لمن تلدغه أفعى هو أن يشرب الملدوغ
«مرق الدجاج » ، لذلك تناول المزارع سكينه الحادة وأمسك بالدجاجة وذبحها،
لتشرب زوجته من حساء الدجاج ... لكن العلاج البلدي هذا لم ينجح، وازداد
وضع زوجته سوءا، فحضر الى البيت أقاربه وأقاربها ليعودوها، فوجد نفسه
مضطرا لذبح الخروف حتى يطعمهم، أحضر طبيبا لكن الطبيب قال له أنه
استدعاه بعد فوات الأوان.. وفي النهاية توفيت الزوجة ، ووجد نفسه يذبح
البقرة ليطعم المعزين !!!
لعل القصة تعبر عن نفسها، وتعبر عن حالنا، واعتذر للسيدة الفاضلة التي
ذكرتني بالقصة لأنني استبدلت الخنزير كما ورد بنص القصة الانجليزية،
بالخروف لاسباب تتعلق ببيئتنا. ولدينا قصة عربية تشابهها في مضامينها،
وأصبحت عبارة من تلك القصة مثلا دارجا نتداوله في أحاديثنا وهو « أُ كلت
يوم أُكل الثور الأبيض . «
تعودنا أن ندرك الخطر، وأن نحذر من الخطر، وأن نستغيث، وتعودنا أن لا يسمع
استغاثتنا أحد، لأن بعضهم يخشى صاحب المزرعة، وبعضهم لا يبالي ويخشى
الاقتراب من النار، وبعضهم يعتد بقوته ويتباهى بعظمة واهمة، وهو لا يرى
أبعد من رأس أنفه، وجميعهم لا يدركون أبدا أن سكين الجزار لا تفرق بين صغير
وكبير، وهي قادرة للوصول الى نحورهم.
لم نتعود أبدا العمل الجماعي، ولم نحاول إدراك المخاطر التي تتهدد المجموعة
منذ بدايتها، قصّرنا بحق أنفسنا، ونجني الآن ثمار إهمالنا وتقاعسنا وخوفنا،
وجميعنا وقع في المصيدة، ويتم نحر رقابنا واحدة تلو أخرى... فلسطين أولا
فليبيا والعراق ولبنان والسودان ... والبقية تأتي ذلك أننا لا نتحدث عن مصيدة
واحدة ، وانما نتحدث عن مصائد .. بعضها خارجي وبعضها داخلي !
الاوروبيون الذين أدركوا خطر مصيدة الفئران ، يعملون من خلال الاتحاد
الاوروبي والسوق الاوروبية المشتركة لمعرفتهم بوجود قوة أو أكثر أكبر منهم، تريد
أن تنقض عليهم، ولا سبيل لهم لمواجهتها الا بالوحدة الاوروبية، التي تناسوا
فيها مشاكلهم وأحقادهم وقتالهم السابق وعملوا لمستقبلهم ... فهل يمكننا أن
نصل الى ما وصلوا اليه ؟ ومتى؟ قبل أن توضع المصيدة أم بعدها ؟ أو أننا سنبقى
نتخبط في خلافاتنا ونترك الامور للمقادير ...
كان الفأر ينظر من شق جحره في « زريبة « بيت المزارع عندما شاهد صاحب
المزرعة، يحمل صندوقا صغيرا ملفوفا بورق الهدايا، سال لعابه وهو يعتقد أن في
الصندوق جبنا أو شيئا مما يحب أن يأكله، ولكن أحلامه تبددت حين اكتشف
أن هذا الصندوق يحوي مصيدة
للفئران...
اضطرب الفأر قليلا وهو يدرك
هذا الخطر الجديد، فاستنجد صائحا بالموجودين في هذه الزريبة محذرا اياهم
من وجود مصيدة ! فقالت له الدجاجة أن قلبها معه، لكنها لا تريد إغضاب
صاحب المزرعة، فلا يمكنها مساعدته، أما الخروف فقال له أنه لا يستطيع
الاقتراب من المصيدة ويخشى أن يعلق حافره بها، أما البقرة فلم تكترث للأمر،
فهي كبيرة الحجم، ولا يوجد خطر عليها من هذه المصيدة. لم تجد استغاثاته
المتكررة نفعا وما أفادت تحذيراته !
وفي الليلة التالية سمعت زوجة صاحب المزرعة صوت اطباق المصيدة، ذهبت
لترى الأمر حتى ترتاح من الفأر الذي يزعجها، لم تكن الانارة في الزريبة كافية
حتى تكتشف أن مصيدة الفئران قد أطبقت على ذيل أفعى، كانت الافعى تتلوى
تريد تخليص نفسها، عندما مرت الزوجة، فلدغتها في قدمها... صاحت الزوجة
من الألم فهرول زوجها اليها، وحملها ليعالجها من سم الافعى.
ومن المعروف أن أفضل علاج « بلدي « لمن تلدغه أفعى هو أن يشرب الملدوغ
«مرق الدجاج » ، لذلك تناول المزارع سكينه الحادة وأمسك بالدجاجة وذبحها،
لتشرب زوجته من حساء الدجاج ... لكن العلاج البلدي هذا لم ينجح، وازداد
وضع زوجته سوءا، فحضر الى البيت أقاربه وأقاربها ليعودوها، فوجد نفسه
مضطرا لذبح الخروف حتى يطعمهم، أحضر طبيبا لكن الطبيب قال له أنه
استدعاه بعد فوات الأوان.. وفي النهاية توفيت الزوجة ، ووجد نفسه يذبح
البقرة ليطعم المعزين !!!
لعل القصة تعبر عن نفسها، وتعبر عن حالنا، واعتذر للسيدة الفاضلة التي
ذكرتني بالقصة لأنني استبدلت الخنزير كما ورد بنص القصة الانجليزية،
بالخروف لاسباب تتعلق ببيئتنا. ولدينا قصة عربية تشابهها في مضامينها،
وأصبحت عبارة من تلك القصة مثلا دارجا نتداوله في أحاديثنا وهو « أُ كلت
يوم أُكل الثور الأبيض . «
تعودنا أن ندرك الخطر، وأن نحذر من الخطر، وأن نستغيث، وتعودنا أن لا يسمع
استغاثتنا أحد، لأن بعضهم يخشى صاحب المزرعة، وبعضهم لا يبالي ويخشى
الاقتراب من النار، وبعضهم يعتد بقوته ويتباهى بعظمة واهمة، وهو لا يرى
أبعد من رأس أنفه، وجميعهم لا يدركون أبدا أن سكين الجزار لا تفرق بين صغير
وكبير، وهي قادرة للوصول الى نحورهم.
لم نتعود أبدا العمل الجماعي، ولم نحاول إدراك المخاطر التي تتهدد المجموعة
منذ بدايتها، قصّرنا بحق أنفسنا، ونجني الآن ثمار إهمالنا وتقاعسنا وخوفنا،
وجميعنا وقع في المصيدة، ويتم نحر رقابنا واحدة تلو أخرى... فلسطين أولا
فليبيا والعراق ولبنان والسودان ... والبقية تأتي ذلك أننا لا نتحدث عن مصيدة
واحدة ، وانما نتحدث عن مصائد .. بعضها خارجي وبعضها داخلي !
الاوروبيون الذين أدركوا خطر مصيدة الفئران ، يعملون من خلال الاتحاد
الاوروبي والسوق الاوروبية المشتركة لمعرفتهم بوجود قوة أو أكثر أكبر منهم، تريد
أن تنقض عليهم، ولا سبيل لهم لمواجهتها الا بالوحدة الاوروبية، التي تناسوا
فيها مشاكلهم وأحقادهم وقتالهم السابق وعملوا لمستقبلهم ... فهل يمكننا أن
نصل الى ما وصلوا اليه ؟ ومتى؟ قبل أن توضع المصيدة أم بعدها ؟ أو أننا سنبقى
نتخبط في خلافاتنا ونترك الامور للمقادير ...
رد: مصيدة الفئران !عزام توفيق ابو السعود
مشكور يا استاذي الفاضل يا امير المنابر يا كبير المنتدى
المخلص انور طقاطقة
المخلص انور طقاطقة
انور طقاطقة- عدد الرسائل : 503
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: قسم الاخبار واخر المستجدات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى