كُفُّوا الدُّموعَ وَلا تَقولوا مَأْتَمُ ـ شعر : محمود مرعي
2 مشترك
حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: قسم الشعر - النثر -الزجل -القصة - نقد - دراسة -لقاءات ادبية :: قسم الشعر
صفحة 1 من اصل 1
كُفُّوا الدُّموعَ وَلا تَقولوا مَأْتَمُ ـ شعر : محمود مرعي
كُفُّوا الدُّموعَ وَلا تَقولوا مَأْتَمُ ـ شعر : محمود مرعي
15/08/2008 14:17
محمود .. وها أنت الان تحلق فوق الجليل ، تلوح بيدك مودعا ، ترنو الى البروة وتطل على البئر ، وتمسد على ظهر الحصان فيصهل ويشتد الحنين ،
وتحط على راحتيك عنادل وشحارير البروة تمسح مناقيرها براحتيك ، وتميل الاعشاب نحوك فقد داهمها الحنين ، وتظللك زيتونة ما زالت منذ فارقتها حزينة .
ها هو الحصان الآن يحمحم حول البئر ، ثم يصهل ، يركض الأرض بحوافره وتفيض عيناه . وها هو الصدى ينطلق من البئر ينادي تمهل أيها الراحل ، فلم نشبع عناقا .
ها أنت الآن بيننا جالسا تسامرنا ، تحدثنا عن طفولتك ، عن ملاعب الصبا ، عن اللجوء ، عن الشتات ، عن التاريخ الذي أنت كله .
ها أنت الآن أمام الطابون بيدك رغيف الخبز الذي تحن اليه ، تغمس خبزك بالزيت وتأكل .
ها أنت الان ملء الأفق تودعنا ، تودع القدس ، تودع الشرق ، وتمضي الى حيث تريد ، فهل صرت الان إلى ما تريد ؟.
***
كُفُّوا الدُّموعَ وَلا تَقولوا مَأْتَمُ ** هذا زِفافٌ وَالْعَريسُ مُكَرَّمُ
كُفُّوا الدُّموعَ فَلا يَجوزُ هُنا البُكا ** إِنَّ البُكاءَ عَلى الْحَميدِ مُحَرَّمُ
إِنْ غابَ دَرْويشُ القَصيدِ فَإِنَّهُ ** سَيَعودُ فَوْقَ حِصانِهِ وَيُتَرْجِمُ
ما قالَ مِنْ شِعْرٍ طِوالَ مَسيرِهِ ** فِعْلًا يُبيدُ وَيَفْتَدي وَيُعَلِّمُ
فَهْوَ العَظيمُ وَمِثْلُهُ لا يَرْتَضي ** ما يَرْتَضي الْجُبَناءُ وَهْوَ مُعَلِّمُ
مَحْمودُ يا فَحْلَ القَصيدِ وَرَبَّهُ ** مَنْ لِلْحُروفِ يَصوغُها فَتَكَلَّمُ ؟
مازَجْتَها فَتَصَوَّرَتْ مَوْسَقْتَها ** فَتَراقَصَتْ وَتَمايَلَتْ تَتَرَنَّمُ
مُتَنَبِّئَ العَصْرِ انْفَرَدْتَ بِعَرْشِهِ ** وَبِتاجِهِ رَغْمَ الأُلَى قَدْ أَجْرَموا
رَفَعوا مِن الاِرْهابِ أُفْقًا أَسْوَدا ** وَالعُنْصُرِيَّةُ أُسُّهُ وَالْمِنْسَمُ
قَدْ أَضْرَموا بِالْحِقْدِ نارَ جَهَنَّمٍ ** فَأَتَتْ عَلى ما أَضْرَموهُ جَهَنَّمُ
****
مَحْمودُ قُمْ هذا الْجَليلُ بِقَضِّهِ ** وَقَضيضِهِ ناداكَ أَنْتَ الأَكْرَمُ
ما جازَ نَوْمُكَ فِي سِواهُ وَلا الغَفا ** تَدْري بِذلِكَ يا حَبيبُ وَتَعْلَمُ
البِرْوَةُ انْتَفَضَتْ وَهامَتْ بَعْدَما ** هاجَ الْحِصانُ إِلَى لِقاكَ يُحَمْحِمُ
زَيْتونُها وَالتِّينُ مَعْ رُمَّانِها ** وَكَذا حَواكيرُ الْجَنى وَالأَرْسُمُ
شَحْرورُها وَبَلابِلٌ وَحَمائِمٌ ** مِنْ شَوْقِها طارَتْ إِلَيْكَ تُسَلِّمُ
وَقُبورُ أَجْدادٍ هُنالِكَ لَمْ يَزَلْ ** يا ابْنَ الْجَليلِ حَنينُها يَتَضَرَّمُ
كُلُّ الدِّيارِ تَحِنُّ إِلَيْكَ فَلَبِّها ** فَالْعِشْقُ أَضْناها وَأَنْتَ مُتَيَّمُ
يا عاشِقًا فِي عِشْقِهِ مُتَفَرِّدًا ** جُزْتَ السَّوالِفَ حامِلاً ما اسْتَعْظَموا
أَمَّا الْخَوالِفُ فِي الْهَوى أَعْياهُمُ ** فِي الْعِشْقِ شَأْوُكَ ، سَلَّموا وَاسْتَسْلَموا
وَغَدَوْتَ فَرْدًا فِي هَواكَ وَمَعْلَمًا ** نِعْمَ الْهَوى أَوْ فَرْدُهُ وَالْمَعْلَمُ
***
مَحْمودَنا قَسَمًا بِمَنْ فَلَقَ النَّوى ** وَأَضاءَ وَجْهَ الْكَوْنِ لا نَسْتَسْلِمُ
إِنْ وَسَّدوكَ ثَرًى بَعيدًا وَانْثَنَوْا ** بِعُرى الْمَذَلَّةِ وَارْتَضَوْا ما يُؤْلِمُ
وَبَدا النِّفاقُ مِن الْعُيونِ كَدَأْبِهِمْ ** رَغْمَ الْفَصاحَةِ فِي الْخِطابَةِ تُفْحِمُ
وَعَلى الْوُجوهِ بَدا الصَّغارُ سِماهُمُ ** وَالْعارُ جَلَّلَ جَمْعَهُمْ إِذْ أَقْدَموا
تِلْكَ الْمَظاهِرُ وَالدُّموعُ لَوادِغٌ ** وَالسُّمُّ فاضَ كَما يَفيضُ الأَرْقَمُ
وَالْمُؤْمِنونَ مُراقِبٌ وَمُحاذِرٌ ** لا يُلْدَغُ الايِمانُ شَفْعًا ، رَقِّموا
مَحْمودُ لا تَحْزَنْ لِما اقْتَرَفوا وَلا ** بَأْسٌ عَلَيْكَ لِما جَناهُ النُّوَّمُ
فَغَدًا تَعودُ لِبِرْوَةٍ أَحْبَبْتَها ** وَنَراكَ بَعْدَ الْحُزْنِ فيها تَبْسِمُ
وَتَطيرُ فَوْقَ جَليلِنا وَرُبوعِهِ ** تُلْقي قَصيدَكَ وَالْبِلادُ تَرَنَّمُ
مُتَدَثِّرَ الْعَلَمِ الذي لَوَّنْتَهُ ** وَمَضَيْتَ فِي كُلِّ الْمَحافِلِ تَرْسُمُ
15/08/2008 14:17
محمود .. وها أنت الان تحلق فوق الجليل ، تلوح بيدك مودعا ، ترنو الى البروة وتطل على البئر ، وتمسد على ظهر الحصان فيصهل ويشتد الحنين ،
وتحط على راحتيك عنادل وشحارير البروة تمسح مناقيرها براحتيك ، وتميل الاعشاب نحوك فقد داهمها الحنين ، وتظللك زيتونة ما زالت منذ فارقتها حزينة .
ها هو الحصان الآن يحمحم حول البئر ، ثم يصهل ، يركض الأرض بحوافره وتفيض عيناه . وها هو الصدى ينطلق من البئر ينادي تمهل أيها الراحل ، فلم نشبع عناقا .
ها أنت الآن بيننا جالسا تسامرنا ، تحدثنا عن طفولتك ، عن ملاعب الصبا ، عن اللجوء ، عن الشتات ، عن التاريخ الذي أنت كله .
ها أنت الآن أمام الطابون بيدك رغيف الخبز الذي تحن اليه ، تغمس خبزك بالزيت وتأكل .
ها أنت الان ملء الأفق تودعنا ، تودع القدس ، تودع الشرق ، وتمضي الى حيث تريد ، فهل صرت الان إلى ما تريد ؟.
***
كُفُّوا الدُّموعَ وَلا تَقولوا مَأْتَمُ ** هذا زِفافٌ وَالْعَريسُ مُكَرَّمُ
كُفُّوا الدُّموعَ فَلا يَجوزُ هُنا البُكا ** إِنَّ البُكاءَ عَلى الْحَميدِ مُحَرَّمُ
إِنْ غابَ دَرْويشُ القَصيدِ فَإِنَّهُ ** سَيَعودُ فَوْقَ حِصانِهِ وَيُتَرْجِمُ
ما قالَ مِنْ شِعْرٍ طِوالَ مَسيرِهِ ** فِعْلًا يُبيدُ وَيَفْتَدي وَيُعَلِّمُ
فَهْوَ العَظيمُ وَمِثْلُهُ لا يَرْتَضي ** ما يَرْتَضي الْجُبَناءُ وَهْوَ مُعَلِّمُ
مَحْمودُ يا فَحْلَ القَصيدِ وَرَبَّهُ ** مَنْ لِلْحُروفِ يَصوغُها فَتَكَلَّمُ ؟
مازَجْتَها فَتَصَوَّرَتْ مَوْسَقْتَها ** فَتَراقَصَتْ وَتَمايَلَتْ تَتَرَنَّمُ
مُتَنَبِّئَ العَصْرِ انْفَرَدْتَ بِعَرْشِهِ ** وَبِتاجِهِ رَغْمَ الأُلَى قَدْ أَجْرَموا
رَفَعوا مِن الاِرْهابِ أُفْقًا أَسْوَدا ** وَالعُنْصُرِيَّةُ أُسُّهُ وَالْمِنْسَمُ
قَدْ أَضْرَموا بِالْحِقْدِ نارَ جَهَنَّمٍ ** فَأَتَتْ عَلى ما أَضْرَموهُ جَهَنَّمُ
****
مَحْمودُ قُمْ هذا الْجَليلُ بِقَضِّهِ ** وَقَضيضِهِ ناداكَ أَنْتَ الأَكْرَمُ
ما جازَ نَوْمُكَ فِي سِواهُ وَلا الغَفا ** تَدْري بِذلِكَ يا حَبيبُ وَتَعْلَمُ
البِرْوَةُ انْتَفَضَتْ وَهامَتْ بَعْدَما ** هاجَ الْحِصانُ إِلَى لِقاكَ يُحَمْحِمُ
زَيْتونُها وَالتِّينُ مَعْ رُمَّانِها ** وَكَذا حَواكيرُ الْجَنى وَالأَرْسُمُ
شَحْرورُها وَبَلابِلٌ وَحَمائِمٌ ** مِنْ شَوْقِها طارَتْ إِلَيْكَ تُسَلِّمُ
وَقُبورُ أَجْدادٍ هُنالِكَ لَمْ يَزَلْ ** يا ابْنَ الْجَليلِ حَنينُها يَتَضَرَّمُ
كُلُّ الدِّيارِ تَحِنُّ إِلَيْكَ فَلَبِّها ** فَالْعِشْقُ أَضْناها وَأَنْتَ مُتَيَّمُ
يا عاشِقًا فِي عِشْقِهِ مُتَفَرِّدًا ** جُزْتَ السَّوالِفَ حامِلاً ما اسْتَعْظَموا
أَمَّا الْخَوالِفُ فِي الْهَوى أَعْياهُمُ ** فِي الْعِشْقِ شَأْوُكَ ، سَلَّموا وَاسْتَسْلَموا
وَغَدَوْتَ فَرْدًا فِي هَواكَ وَمَعْلَمًا ** نِعْمَ الْهَوى أَوْ فَرْدُهُ وَالْمَعْلَمُ
***
مَحْمودَنا قَسَمًا بِمَنْ فَلَقَ النَّوى ** وَأَضاءَ وَجْهَ الْكَوْنِ لا نَسْتَسْلِمُ
إِنْ وَسَّدوكَ ثَرًى بَعيدًا وَانْثَنَوْا ** بِعُرى الْمَذَلَّةِ وَارْتَضَوْا ما يُؤْلِمُ
وَبَدا النِّفاقُ مِن الْعُيونِ كَدَأْبِهِمْ ** رَغْمَ الْفَصاحَةِ فِي الْخِطابَةِ تُفْحِمُ
وَعَلى الْوُجوهِ بَدا الصَّغارُ سِماهُمُ ** وَالْعارُ جَلَّلَ جَمْعَهُمْ إِذْ أَقْدَموا
تِلْكَ الْمَظاهِرُ وَالدُّموعُ لَوادِغٌ ** وَالسُّمُّ فاضَ كَما يَفيضُ الأَرْقَمُ
وَالْمُؤْمِنونَ مُراقِبٌ وَمُحاذِرٌ ** لا يُلْدَغُ الايِمانُ شَفْعًا ، رَقِّموا
مَحْمودُ لا تَحْزَنْ لِما اقْتَرَفوا وَلا ** بَأْسٌ عَلَيْكَ لِما جَناهُ النُّوَّمُ
فَغَدًا تَعودُ لِبِرْوَةٍ أَحْبَبْتَها ** وَنَراكَ بَعْدَ الْحُزْنِ فيها تَبْسِمُ
وَتَطيرُ فَوْقَ جَليلِنا وَرُبوعِهِ ** تُلْقي قَصيدَكَ وَالْبِلادُ تَرَنَّمُ
مُتَدَثِّرَ الْعَلَمِ الذي لَوَّنْتَهُ ** وَمَضَيْتَ فِي كُلِّ الْمَحافِلِ تَرْسُمُ
رد: كُفُّوا الدُّموعَ وَلا تَقولوا مَأْتَمُ ـ شعر : محمود مرعي
مشكور يا امير المنابر مشكور يا استاذي الفاضل
المخلص انور طقاطقة
المخلص انور طقاطقة
انور طقاطقة- عدد الرسائل : 503
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
رد: كُفُّوا الدُّموعَ وَلا تَقولوا مَأْتَمُ ـ شعر : محمود مرعي
الاستاذ الاديب الراقي امير المنابر الكبيرانور طقاطقة
تحية الاسلام
لك مني عاطر التحية
واطيب المنى
دمت بخير
تحية الاسلام
لك مني عاطر التحية
واطيب المنى
دمت بخير
رد: كُفُّوا الدُّموعَ وَلا تَقولوا مَأْتَمُ ـ شعر : محمود مرعي
لطفي الياسيني كتب:الاستاذ الاديب الراقي امير المنابر الكبيرانور طقاطقة
تحية الاسلام
لك مني عاطر التحية
واطيب المنى
دمت بخير
مشكور يا امير المنابر مشكور يا استاذي الفاضل
المخلص انور طقاطقة
المخلص انور طقاطقة
انور طقاطقة- عدد الرسائل : 503
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
رد: كُفُّوا الدُّموعَ وَلا تَقولوا مَأْتَمُ ـ شعر : محمود مرعي
بارك فيك الله اخي في الله
انور طقاطقة
ونفع بك الاسلام والمسلمين
انور طقاطقة
ونفع بك الاسلام والمسلمين
رد: كُفُّوا الدُّموعَ وَلا تَقولوا مَأْتَمُ ـ شعر : محمود مرعي
مشكور يا امير المنابر يا كبير
لك مني عاطير التحية
واطيب المنى
المخلص انور طقاطقة
لك مني عاطير التحية
واطيب المنى
المخلص انور طقاطقة
انور طقاطقة- عدد الرسائل : 503
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: قسم الشعر - النثر -الزجل -القصة - نقد - دراسة -لقاءات ادبية :: قسم الشعر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى