واشنطن تلغي تأشيرات طلبة فلسطينيين حصلوا على منح "فولبرايت"

واشنطن تلغي تأشيرات طلبة فلسطينيين حصلوا على منح "فولبرايت"
طالب يعرض تاشيرته الاميركية الملغاة
.................................................
واشنطن،غزة - ، د ب ا - اعلن مسؤولون أميركيون إن السلطات ألغت إصدار سمات دخول "فيزا" كانت مُنحت لثلاثة طلاب فلسطينيين من غزة حاصلين على مُنَح "فولبرايت". وكانت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس شخصيا راجعت ملفاتهم في أعقاب رفض إسرائيل السماح لهم بمغادرة القطاع إلى القدس بغية إجراء مقابلات القبول. وأضاف المسؤولون أن الموافقات المبدئية على إصدار التأشيرات كانت قد اُعطيت للطلبة الثلاثة، اضافة إلى طالب رابع من غزة حاصل على منحة من برنامج دراسي آخر، وذلك في أعقاب تدخل شخصي من قبل الوزيرة رايس في شهر حزيران (يونيو) الماضي. بيد أن السلطات الأميركية المختصة عادت وألغت الموافقات الأسبوع الماضي "لدى تلقي معلومات جديدة بخصوص الطلاب الأربعة المذكورين"، كما أفاد المسؤولون.

وقال غونزالو غاليغوس، الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ان: "هناك أربعة طلاب فلسطينيين أُصدرت لهم تأشيرات دخول، قبل أن نتلقى معلومات إضافية جديدة بخصوصهم فيما بعد." وأضاف: "لقد قررنا ان نلقي نظرة أكثر جدية وقربا على الحالات الأربع في ضوء المعلومات الإضافية الجديدة التي تلقيناها." وأردف المسؤول الأميركي قائلا إن التأشيرات أُلغيت تحت "بند الإلغاء الاحترازي في قوانين الهجرة التي تسمح بالإلغاء استنادا على معلومات إما يتم تجميعها أو الحصول عليها عن الأشخاص الذين تكون سمات الدخول الأولية قد مُنحت لهم." إلا أن غاليغوس أكد أن الإلغاء لا يعني أن المتقدمين لم يعد بمقدورهم التقدم من جديد للحصول على تأشيرات دخول جديدة إلى الولايات المتحدة في المستقبل.

وقد امتنع غاليغوس عن التعليق على طبيعة "المعلومات الجديدة" التي حصلت عليها الوزارة بشأن الطلاب الفلسطينيين الأربعة، والذين قد وصل أحدهم بالفعل إلى مطار دالاس الدولي الواقع خارج واشنطن، وذلك قبل أن يتم إعلامه بأن تأشيرة دخوله قد أُلغيت، فأُرغم على العودة إلى الأردن.

لكن مسؤولا أميركيا آخر مطلعا على الوضع قال إن المعلومات المتعلقة بالقضايا الأمنية كانت وراء رفض السلطات الإسرائيلية السماح للطلاب بمغادرة غزة إلى القنصلية الأميركية في مدينة القدس في شهر ايار (مايو) الماضي من أجل التقدم لمقابلات شفهية الضرورية للحصول على التأشيرات إلى الولايات المتحدة.

يُذكر أن الخارجية الأميركية كانت قد أعلنت في الثاني من حزيران (يونيو) الماضي أنها أعادت إعطاء المنح الدراسية لسبعة فلسطينيين من غزة بعدما كان اتُخذ القرار بسحبها منهم بسبب عدم إصدار إسرائيل أذونات لهم بمغادرة القطاع.

وخاطبت القنصلية الأميركية في القدس حينذاك الطلاب الفائزين بمنح ضمن برنامج "فولبرايت" إنها ستسعى لتأمين تأشيرات الخروج اللازمة لهم.

ومما جاء في الرسائل التي وجهتها القنصلية الأميركية لكل من الطلاب السبعة: "يؤسفنا إبلاغك أن مكتب الشؤون التعليمية والثقافية في وزارة الخارجية الأميركية لن يتمكن من إتمام معاملاتك المتعلقة بمنحة "فولبرايت" لعام 2008".

كما عبَّرت القنصلية حينذاك عن أسفها البالغ إزاء ما يعانيه الطلاب السبعة، لكنها حثَّتهم على التقدم بطلبات جديدة في عام 2009 للحصول على سمات خروج للدراسة في الولايات المتحدة. ويشكل هذا الوضع إحراجا للأميركيين الذين يفخرون ببرنامجهم التعليمي الذي يقدم منحا دراسية للطلاب من كافة أنحاء العالم. يُشار إلى أن النظام التعليمي في غزة لا يستطيع أن يمد الطلاب الموهوبين بأي جديد، حيث لا يستطيعون الالتحاق ببرامج للدراسات العليا.

وبسب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، لا يستطيع أي من الطلاب المقبولين المغادرة للالتحاق بجامعاتهم من دون أذن رسمي من السلطات الإسرائيلية التي تمنع مغادرة أي شخص للقطاع باستثناء الحالات الطبية الطارئة، طالما بقيت الصواريخ الفلسطينية تطلق على البلدات الإسرائيلية من القطاع. كما لا تسمح إسرئيل بدخول أي شيء إلى القطاع، باستثناء المساعدات الإنسانية.

وتقول منظمات حقوق الإنسان إن منع الطلاب من مغادرة القطاع هو إجراء ستكون له عواقبه السلبية الوخيمة في المستقبل. وقال مراسل الموقع اللاليكتروني لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" في غزة، واير ديفيز، إن بعض هؤلاء الطلاب ينتظرون منذ فترة طويلة للحصول على منح دراسية في الخارج، مثل وسيم أبو عجوة الذي انتظر أكثر من سبع سنوات قبل أن تُسنح له الفرصة لإعداد رسالة الماجستير في العلوم البيئية في جامعة نوتينغهام ببريطانيا. وكان بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلية انتقدوا قرار حكومتهم منع الطلاب من المغادرة لاتمام دراستهم في الخارج.
وفي غزة، نددت مؤسسات أهلية للدفاع عن حقوق الطلبة الفلسطينيين اليوم الثلاثاء بالقرار الأميركي سحب التأشيرات. وقالت كل من "لجنة الطلبة العالقين" و"حملة دعوا الفلسطينيين يدرسون" في بيان صحافي مشترك: "إن القرار الأميركي يمثل انتهاكا لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي كفلت حق الإنسان في التعلم".

واعتبر البيان أن "سحب تأشيرة السفر الخاصة بهؤلاء الطلبة بالتحديد "يعتبر تساوقا مع ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأن منع الطلبة جاء بعد ما قيل إنه معلومات مقدمة من الأجهزة الأمنية للاحتلال، في حين أن الطلبة يعرف الجميع أنه ليس لهم أية أنشطة سياسية وهم بعيدون كل البعد عن العمل الحزبي أو السياسي".

وأضاف "أن الاحتلال عادة ما يقدم معلومات مغلوطة ويوسع دائرة الشبهة في المواطنين لأسباب واهية"، داعيا الحكومة الأميركية إلى التراجع عن قرارها والإفصاح بشكل فوري أمام الجهات الحقوقية عن طبيعة المعلومات التي حصلت عليها من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.