حديث الجمعة الديني/الشهور القمرية ووحدة المطالع/الشيخ الدكتور عكرمة سعيد صبري/رئيس الهيئة الاسلامية العليا - القدس
صفحة 1 من اصل 1
حديث الجمعة الديني/الشهور القمرية ووحدة المطالع/الشيخ الدكتور عكرمة سعيد صبري/رئيس الهيئة الاسلامية العليا - القدس
حديث الجمعة الديني
الشهور القمرية ووحدة المطالع
الشيخ الدكتور عكرمة سعيد صبري
رئيس الهيئة الاسلامية العليا - القدس
www.ekrima sabri.net
الحلقة الاولى
قال الله سبحانه وتعالى: «هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل
لتعلموا عدد السنين والحساب » سورة يونس الاية 5، وقال عزوجل: والقمر قدرناه منازل
حتى عاد كالعرجون القديم ». سورة يس الاية 39 .
انه لما يشغل بال المسلم في كل سنة، مع قرب شهر رمضان المبارك، هو ثبوت هلال
رمضان، فالمسلم حريص على التأكد من ثبوت الهلال، وذلك لارتباط الهلال بركن من
اركان الاسلام الا وهو الصوم، وتجول في خاطر المسلم عدة استفسارات وتساؤلات منها:
كيف يثبت هلال رمضان؟ ولماذا لا يصوم المسلمون في مختلف الاقاليم والاقطار في يوم
واحد؟ ولماذا لا يعيّدون في يوم واحد؟ واحاول ان اجيب عن هذه التساؤلات والاستفسارات
من خلال العرض الموجز الآتي.
بدايات الشهور القمرية
مما لا يخفى ان اثبات بدايات رمضان وشوال وذي الحجة وسائر الشهور القمرية الاخرى
لا يكون بالفرضيات الحسابية، كما هو الحال في الشهور الغربية الميلادية - وانما يكون
اثبات بدايات الاشهر بالاستناد الى رؤية الهلال لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
«صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين » متفق عليه
عن الصحابي الجليل ابي هريرة رضي الله عنه، وكما هو معلوم ان اثبات اوائل الشهور
القمرية امر واجب شرعا لانه مرتبط بها عدة امور تعبدية منها:
-1 الاول من شهر رمضان المبارك: يبدأ المسلم فيه عبادة الصوم الذي هو ركن من اركان
الاسلام، ويحرم الافطار في نهاره.
-2 الاول من شهر شوال تجب فيه اقامة صلاة عيد الفطر السعيد، كما تجب فيه
صدقة الفطر، ويحرم فيه الصوم.
-3 التاسع من شهرذي الحجة: يقف الحاج فيه على جبل عرفة، والمعلوم ان الوقوف
بعرفة هو ركن من اركان الحج لقوله عليه الصلاة والسلام «الحج عرفة » جزء من حديث
نبوي شريف، رواه ابوداود، والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي عن الصحابي الجليل
عبدالرحمن يعمر الديلمي رضي الله عنه، وقال الترمذي هذا حديث صحيح، ويستحب
الصوم في هذا اليوم لغير الحجيج.
-4 العاشر من شهر ذي الحجة: تجب فيه اقامة صلاة عيد الاضحى المبارك، كما تجب
فيه الاضحية، ويحرم فيه الصوم، وما ينطبق على اليوم العاشر من ذي الحجة فانه
ينطبق على ايام التشريق الثلاثة التي تلي يوم عيد الاضحى المبارك.
ضبط بدايات الشهور
حتى نتمكن من ضبط بداية كل شهر من الشهور القمرية لا بد من الاهتمام والتحري
عن بداية الشهر الذي قبله، وهذا صريح في قول رسولنا الاكرم صلى الله عليه وسلم
احصوا هلال شعبان لرمضان، رواه الترمذي عن الصحابي الجليل ابي هريرة رضي الله
عنه، ولما ثبت عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت: كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره، ثم يصوم لرؤية رمضان، فان غمّ
عليه عدّ ثلاثين يوما ثم صام ». رواه ابوداود باسناد صحيح عن ام المؤمنين عائشة رضي
الله عنها، ويتضح من هذين الحديثين الشريفين انه يجب على المسلمين ان يتحروا هلال
شعبان وذلك بهدف ضبط هلال رمضان، وبالتالي يمكن ضبط هلال شوال وهكذا تضبط
سائر الشهور القمرية الاخرى.
احكام فقهية وملاحظات فلكية
اثبت ادناه بعض الاحكام الفقهية والملاحظات الفلكية وذلك بهدف اثبات الهلال لأي
شهر من شهور السنة القمرية - سواء كان ذلك لشهر رمضان المبارك او لغيره من الشهور
القمرية. وهذه الاحكام والملاحظات هي:
١- ان رؤية الهلال تكون عادة في بداية الشهر ومن الجهة الغربية، وذلك بعد غروب
الشمس بدقائق معدودة. وعليه فان رؤية القمر في اواخر الشهر من جهة الشرق صباحا
غير معتبرة، وانما يستأنس بها استئناسا لان القمر قد يتولد من جهة الغرب في ليلة
واحدة، وقد يتولد في ليلتين. وعليه لا بد من رصده ومشاهدته من الجهة الغربية،
وذلك للتأكد من رؤية الهلال.
-2 ان ما يشاهد من جهة الشرق يكون في اواخر الشهر، ويعرف بالهلال الثاني مجازا، ولا
يعد هلالا حقيقة لان الهلال هو الذي يهل في اول الشهر، والذي يعرف بالهلال الاول.
-3 تكون فتحة الهلال الاول الى اعلى، اما ما يشاهد في اواخر الشهر فتكون فتحثه
الى اسفل.
-4 لا يستطيع اي شخص ان يحكم خلال ساعات النهار بثبوت هلال الصوم او هلال
العيد، لان الحكم بثبوت رؤية الهلال يكون بعد الغروب وبالمشاهدة. وليس عن طريق
الحسابات الفلكية، مع الاشارة الى انه لا مانع شرعا من الاستئناس بالحسابات الفلكية،
ولكن تبقى الرؤية هي الاصل في اثبات الهلال.
-5 ان تولد القمر في بداية الشهر يكون في ليلة او في ليلتين، فان تولد في ليلة واحدة
يكون الشهر السابق تسعة وعشرين يوما، وان تولد في ليلتين يكون الشهر السابق ثلاثين
يوما. وهذا امر لا نستطيع ان نتحكم به كما لا نستطيع معرفته الا بعد الغروب. وهذا هو
السبب في الاختلاف احيانا بين الرؤية من جهة وبين الحسابات الفلكية من جهة اخرى،
لان الحسابات الفلكية لا تستطيع ان تضبط بداية الشهر دائما لان تولد القمر في بداية
الشهر قد يستغرق ليلة واحدة وقد يستغرق ليلتين مما يتعذر اكتشاف ذلك مسبقا.
-6 حينما نصوم تسعة وعشرين يوما في معظم السنوات فان صومنا يكون سليما
ولا يجوز ان نحكم بأن صومنا كان ناقصا : «لان رسولنا الاكرم صلى الله عليه وسلم يقول
«: انما الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه. فان غم عليكم فأكملوا العدة
ثلاثين ». متفق عليه . عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ،والمراد
من هذا الحديث النبوي الشريف ان الشهر القمري يكون غالبا تسعا وعشرين ليلة )اي
ان يكون تسعة وعشرين يوما( ويمكن ان يكون ثلاثين ليلة احيانا، فلا يجوز ان نقيس
ذلك على الشهور الغربية الميلادية التي تقوم على الفرضيات الحسابية.
-7 يكون اثبات هلال رمضان بشهادة رجل عدل واحد. اما اثبات هلال شوال فيكون
بشهادة رجلين عدلين اثنين. وقد اشار الفقهاء الى الحكمة من ذلك بأن مشاهدة هلال
رمضان يترتب عليها الدخول في العبادة وهي الصوم. بينما مشاهدة هلال شوال يترتب
عليها الخروج من عبادة الصوم. وكما هو معلوم ان الدخول في العبادة اسهل من الخروج
منها. لذا يقتضي الاحتياط بشهادة رجلين عدلين اثنين لهلال شوال لانها يترتب عليها
خروج من عبادة الصوم. والله تعالى اعلم .
اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل وارزقنا اليقين وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى اله وصحبه اجمعين.
الشهور القمرية ووحدة المطالع
الشيخ الدكتور عكرمة سعيد صبري
رئيس الهيئة الاسلامية العليا - القدس
www.ekrima sabri.net
الحلقة الاولى
قال الله سبحانه وتعالى: «هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل
لتعلموا عدد السنين والحساب » سورة يونس الاية 5، وقال عزوجل: والقمر قدرناه منازل
حتى عاد كالعرجون القديم ». سورة يس الاية 39 .
انه لما يشغل بال المسلم في كل سنة، مع قرب شهر رمضان المبارك، هو ثبوت هلال
رمضان، فالمسلم حريص على التأكد من ثبوت الهلال، وذلك لارتباط الهلال بركن من
اركان الاسلام الا وهو الصوم، وتجول في خاطر المسلم عدة استفسارات وتساؤلات منها:
كيف يثبت هلال رمضان؟ ولماذا لا يصوم المسلمون في مختلف الاقاليم والاقطار في يوم
واحد؟ ولماذا لا يعيّدون في يوم واحد؟ واحاول ان اجيب عن هذه التساؤلات والاستفسارات
من خلال العرض الموجز الآتي.
بدايات الشهور القمرية
مما لا يخفى ان اثبات بدايات رمضان وشوال وذي الحجة وسائر الشهور القمرية الاخرى
لا يكون بالفرضيات الحسابية، كما هو الحال في الشهور الغربية الميلادية - وانما يكون
اثبات بدايات الاشهر بالاستناد الى رؤية الهلال لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
«صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فان غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين » متفق عليه
عن الصحابي الجليل ابي هريرة رضي الله عنه، وكما هو معلوم ان اثبات اوائل الشهور
القمرية امر واجب شرعا لانه مرتبط بها عدة امور تعبدية منها:
-1 الاول من شهر رمضان المبارك: يبدأ المسلم فيه عبادة الصوم الذي هو ركن من اركان
الاسلام، ويحرم الافطار في نهاره.
-2 الاول من شهر شوال تجب فيه اقامة صلاة عيد الفطر السعيد، كما تجب فيه
صدقة الفطر، ويحرم فيه الصوم.
-3 التاسع من شهرذي الحجة: يقف الحاج فيه على جبل عرفة، والمعلوم ان الوقوف
بعرفة هو ركن من اركان الحج لقوله عليه الصلاة والسلام «الحج عرفة » جزء من حديث
نبوي شريف، رواه ابوداود، والترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي عن الصحابي الجليل
عبدالرحمن يعمر الديلمي رضي الله عنه، وقال الترمذي هذا حديث صحيح، ويستحب
الصوم في هذا اليوم لغير الحجيج.
-4 العاشر من شهر ذي الحجة: تجب فيه اقامة صلاة عيد الاضحى المبارك، كما تجب
فيه الاضحية، ويحرم فيه الصوم، وما ينطبق على اليوم العاشر من ذي الحجة فانه
ينطبق على ايام التشريق الثلاثة التي تلي يوم عيد الاضحى المبارك.
ضبط بدايات الشهور
حتى نتمكن من ضبط بداية كل شهر من الشهور القمرية لا بد من الاهتمام والتحري
عن بداية الشهر الذي قبله، وهذا صريح في قول رسولنا الاكرم صلى الله عليه وسلم
احصوا هلال شعبان لرمضان، رواه الترمذي عن الصحابي الجليل ابي هريرة رضي الله
عنه، ولما ثبت عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها انها قالت: كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من غيره، ثم يصوم لرؤية رمضان، فان غمّ
عليه عدّ ثلاثين يوما ثم صام ». رواه ابوداود باسناد صحيح عن ام المؤمنين عائشة رضي
الله عنها، ويتضح من هذين الحديثين الشريفين انه يجب على المسلمين ان يتحروا هلال
شعبان وذلك بهدف ضبط هلال رمضان، وبالتالي يمكن ضبط هلال شوال وهكذا تضبط
سائر الشهور القمرية الاخرى.
احكام فقهية وملاحظات فلكية
اثبت ادناه بعض الاحكام الفقهية والملاحظات الفلكية وذلك بهدف اثبات الهلال لأي
شهر من شهور السنة القمرية - سواء كان ذلك لشهر رمضان المبارك او لغيره من الشهور
القمرية. وهذه الاحكام والملاحظات هي:
١- ان رؤية الهلال تكون عادة في بداية الشهر ومن الجهة الغربية، وذلك بعد غروب
الشمس بدقائق معدودة. وعليه فان رؤية القمر في اواخر الشهر من جهة الشرق صباحا
غير معتبرة، وانما يستأنس بها استئناسا لان القمر قد يتولد من جهة الغرب في ليلة
واحدة، وقد يتولد في ليلتين. وعليه لا بد من رصده ومشاهدته من الجهة الغربية،
وذلك للتأكد من رؤية الهلال.
-2 ان ما يشاهد من جهة الشرق يكون في اواخر الشهر، ويعرف بالهلال الثاني مجازا، ولا
يعد هلالا حقيقة لان الهلال هو الذي يهل في اول الشهر، والذي يعرف بالهلال الاول.
-3 تكون فتحة الهلال الاول الى اعلى، اما ما يشاهد في اواخر الشهر فتكون فتحثه
الى اسفل.
-4 لا يستطيع اي شخص ان يحكم خلال ساعات النهار بثبوت هلال الصوم او هلال
العيد، لان الحكم بثبوت رؤية الهلال يكون بعد الغروب وبالمشاهدة. وليس عن طريق
الحسابات الفلكية، مع الاشارة الى انه لا مانع شرعا من الاستئناس بالحسابات الفلكية،
ولكن تبقى الرؤية هي الاصل في اثبات الهلال.
-5 ان تولد القمر في بداية الشهر يكون في ليلة او في ليلتين، فان تولد في ليلة واحدة
يكون الشهر السابق تسعة وعشرين يوما، وان تولد في ليلتين يكون الشهر السابق ثلاثين
يوما. وهذا امر لا نستطيع ان نتحكم به كما لا نستطيع معرفته الا بعد الغروب. وهذا هو
السبب في الاختلاف احيانا بين الرؤية من جهة وبين الحسابات الفلكية من جهة اخرى،
لان الحسابات الفلكية لا تستطيع ان تضبط بداية الشهر دائما لان تولد القمر في بداية
الشهر قد يستغرق ليلة واحدة وقد يستغرق ليلتين مما يتعذر اكتشاف ذلك مسبقا.
-6 حينما نصوم تسعة وعشرين يوما في معظم السنوات فان صومنا يكون سليما
ولا يجوز ان نحكم بأن صومنا كان ناقصا : «لان رسولنا الاكرم صلى الله عليه وسلم يقول
«: انما الشهر تسع وعشرون ليلة فلا تصوموا حتى تروه. فان غم عليكم فأكملوا العدة
ثلاثين ». متفق عليه . عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ،والمراد
من هذا الحديث النبوي الشريف ان الشهر القمري يكون غالبا تسعا وعشرين ليلة )اي
ان يكون تسعة وعشرين يوما( ويمكن ان يكون ثلاثين ليلة احيانا، فلا يجوز ان نقيس
ذلك على الشهور الغربية الميلادية التي تقوم على الفرضيات الحسابية.
-7 يكون اثبات هلال رمضان بشهادة رجل عدل واحد. اما اثبات هلال شوال فيكون
بشهادة رجلين عدلين اثنين. وقد اشار الفقهاء الى الحكمة من ذلك بأن مشاهدة هلال
رمضان يترتب عليها الدخول في العبادة وهي الصوم. بينما مشاهدة هلال شوال يترتب
عليها الخروج من عبادة الصوم. وكما هو معلوم ان الدخول في العبادة اسهل من الخروج
منها. لذا يقتضي الاحتياط بشهادة رجلين عدلين اثنين لهلال شوال لانها يترتب عليها
خروج من عبادة الصوم. والله تعالى اعلم .
اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل وارزقنا اليقين وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى اله وصحبه اجمعين.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى