أيتها الجيوش العربية كفاكم ضياعاً/محمد اسق الريفي

أيتها الجيوش العربية كفاكم ضياعاً/محمد اسق الريفي


شاء الله عز وجل أن تخضع الجيوش خضوعا كاملا لسلطة النظام الحاكم، مما جعلها تتحول إلى أداة بيد النظام الرسمي في العديد من الدول، ولا سيما في الدول العربية، التي تعاني من أنظمة الحكم الشمولية والمستبدة، فوظفت هذه الأنظمة الجيوش العربية لحماية كيانها السياسي ولقمع الشعوب العربية. والأدهى من ذلك، يقوم الجيش في عدد من الدول العربية بحماية حدود تلك الدول مع كيان الاحتلال الصهيوني المسمى (إسرائيل) ومنع المجاهدين من التسلل إلى فلسطين المحتلة، بدلاً من مواجهة جيش الاحتلال الصهيوني الذي لا يتوقف عن اجتياح المدن والقرى الفلسطينية المحتلة، ويستخدم آلته العسكرية الضخمة للقتل والإجرام والخراب والدمار ضد الشعب الفلسطيني.

لقد خذلت الجيوش العربية أمتنا في أكثر من حرب ضد الشعوب العربية، في العراق ولبنان وفلسطين وسوريا، فلم تدافع عن شرف ولا أرض ولا حياة ولا غير ذلك، رغم أنه لا تزال هناك أراض عربية يحتلها الأعداء الصهاينة والصليبيون، فهل أصبح هدف الجندي العربي الحصول على مرتب من حكومته؟! وهل أصبح هم قيادات الجيوش العربية حماية الأنظمة وقمع الشعوب وحماية الصهاينة وكيانهم الغاصب؟! إن بعض الجيوش العربية اليوم تحكِم الحصار على غزة، وتمنع إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وتستخدم الأسلحة الكيماوية المحرمة لقتل أصحاب الأنفاق الأرضية الذين يهربون الدواء والغذاء والبنزين عبر الأنفاق إلى غزة، إلهذا الحد وصل بهذه الجيوش من الذل والهوان؟!

على الجيوش العربية أن تنحاز إلى الشعوب العربية المقهورة، وعليها أن تكف عن حماية حدود الكيان الصهيوني، وأن تساهم في كسر حصار غزة، وأن تقاوم جيش الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين اليهود والصهاينة بكل الطرق التي تراها مناسبة.

لماذا يصمت العلماء المسلمون عن الدور السيء الذي تقوم به الجيوش العربية في قمع الشعوب وحماية الطغاة المستبدين؟! ألا يجب على هؤلاء العلماء إصدار فتاوى مناسبة لتوعية الجيوش العربية وتأخذ بيدها إلى الطريق الصحيح لصالح الجيش والشعب والأمة؟!

والله المستعان!