هل المواطن..صحفي؟ حسين راشد
حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: قسم الحوار والنقاش - السياسة
صفحة 1 من اصل 1
هل المواطن..صحفي؟ حسين راشد
هل المواطن..صحفي؟ حسين راشد
بلا أدنى شك أن العالم اليوم بات على غير ما كان بالأمس .. وأن الثورة التكنولوجية التي توفرت فجأة .. ودون سابق إنذار أدت إلى فوضى استهلاكية عارمة .. و من هذه الفوضى التكنولوجية على سبيل المثال لا الحصر الفوضى الإعلامية على الشبكة العنكبوتية ( الانترنت) وما تم اصطلاحه بالإعلام الالكتروني أو الصحافة الالكترونية.. ومع بداية الغزو الأمريكي للعراق بدأت مرحلة جديدة من التعامل الإعلامي والصحفي.. وانتشرت البلوجات و المواقع الشخصية التي أبيحت بالمجان على أكثر من موقع بل و تبارت الشركات العنكبوتية و تبارزت وأصبحت المنافسة بين المواقع على من يعطي مساحة اكبر بعدما كانت بمقابل مادي لا يقدر عليه المواطن العادي أو المستخدم العادي للشبكة العنكبوتية.. وعلى سبيل المثال كانت المواقع التي تعطي مساحات مجانية تعطي مساحة لا تتعدى (5 ميجا بايت) و كان البريد الإليكتروني مقارب لهذه المساحة والآن أصبحت المساحات المجانية ( 50 ميجا بايت) أي عشرة أضعاف المساحة و البريد الاليكتروني أصبح ( 5 جيجا بايت ) أي ما يعادل الألف ضعف مساحة مجانية.. وهذا يدل على تطور الشبكة واتساعها بشكل ملحوظ وبالطبع فهذه المساحات الموهوبة بالمجان فتحت شهية الجميع أن يستغلوها بالتفاعل معها.. ولأن الرقابة على الانترنت شبه معدومة فقد استطاع الجميع استخدامها كل حسب غوايته .. و لكن بالأخص يهمنا الصحافة الإليكترونية أو الصحافة الإليكترونية ..
هذه المساحات التي وهبت – دون مقابل – فتحت شهية الجميع لإبراز المكنون بداخلهم من ملكات و هوايات من الصعب أن تبرز في أرض الواقع وانتشارها بالشكل المأمول .. فعلى سبيل المثال فاليوم أتيح لغالب مواطني البلاد حمل تليفون محمول باستطاعته تصوير الحدث صوت وصورة في أي وقت شاء طالما تواجد في قلب الحدث و في أقل وقت ممكن يستطيع أن ينشر الخبر على العالم أجمع .. أما في الماضي فلم تكن تلك الخاصية متوفرة حتى لكبار الصحفيين .. و نأتي للأهم في مهنة الصحافة فبعدما كان المتلقي متلقياً فقط للخبر أو المعلومة أو مستهلكاً فقط أصبحت لديه القدرة على التفاعل وإبداء رأيه بل والأكثر من ذلك المشاركة في صناعة الخبر كما يمكنه صناعة الخبر وحده بعدما انتشرت ثقافة البلوجات والمواقع المجانية .. وهنا قد يستطيع المواطن أن يكون صحفياً بامتياز ..ولكن تنقصه أهم ما كان يميز الصحفي الورقي أو الإعلامي الروتيني الذي كان يشترط أن يكون مثقفاً محنكاً ذا شخصية معينة ( كاركتر) يستطيع بمؤهلاته الشخصية وثقافته و أسلوبه نقل الخبر بحكمة و سلاسة .. ولكن اليوم المر اختلف كثيراً عن الماضي . فقد حدث تمرد على الروتين المعتاد و طريقة التلقي أصبحت على غير ما ألفناه .. فلم تعد شخصية الإعلامي التلفزيوني مبنية على الهيبة و الرزانة بل أصبحت على النقيض .. تماشياً مع الذوق العام الذي بدء يسقط في قاع المجتمع بدلاً من أن يأخذ بيد من بالقاع ليصعد بهم إلى القمة ..
صحافة المواطن حين نتحدث عنها يجب ألا نغفل الدور المأمول من العمل الصحفي .. في إبراز الحقائق و أسلوب إبرازها الذي نستطيع به أن نضع لها تصوراً إيجابياً وهذا لا بد له من حكمة يفتقدها الكثيرين من صحفي الجيل الجديد .. لأسباب عدة .
أهم هذه الأسباب تأتي للحرية التي ليس لها سقف أو سماء يصل لها الكاتب أو المحقق أو المحرر فأصبحت كمن يهلوس بهلوسته و يجب على المتلقي أن يصدقها .
عدم وجود معايير و آداب التناول في شتى المواضيع فأصبحت صحافة الفوضى أو هرطقات أدت إلى انعدام الثقة فيما يكتب سواء كان من الصحفي المعروف أو من الكاتب المجهول لأن الحقيقة في هذا الوقت تتيه بين سطور هذا وذاك .. وهذه إحدى سلبيات العمل الصحفي الإلكتروني عامة .. – فانطفأ بريق صاحبة الجلالة –
ولا شك أن الإعلام الالكتروني أخرج لنا جميعاً من هذا الجيل مواهب ووجوه لم تكن لتعرف لو لم تتح هذه المساحات الإلكترونية .. فلا واسطة ولا مجاملات ولا روتين ممل يعوق حرية الرأي والتعبير .. وكما هي حسنة فهي في الوجه الأخر سيئة .. حيث أصبح من الممكن دس الأفكار الخبيثة فكل من يستطيع أو لا يستطيع الإلمام بالعمل الصحفي أن يعمل به متى أراد ذلك ولم يعد هناك متلقي للخبر كما كان بالأمس القريب لأن الأقلام الكثيرة التي تكتب أغلبها تكتب ولا تقرأ .. مما قد يعرض مهنة الصحافة والأدب إلى الاندثار بسبب سطحية التعامل مع المادة الصحفية وعدم الإلمام بماهية العمل والمرجو منه .
فأصبح العمل الصحفي – سداح مداح- بلا هدف وبلا مقومات بل لا أتجنى علة أغلب كتاب الانترنت حين أقول أن أعمالهم التي يحسبونها حرية هي ذاتها القمع الفكري و دعوة للتسطيح والجهل .
وهذا لا يعني أن كل من يكتب على الإنترنت كذلك .. أبداً بل هي دعوة للوقوف ملياً و تحليل الظاهرة لينتج عن ذلك صناعة صحافة الغد بوعي و مهنية .
أعتقد الكثير أن هناك فرق كبير بين أصول المهنة بين الصحافة الورقية التي هي أساس الصحافة والأكاديمية الأساسية التي انبثقت منها الصحافة الإلكترونية… وهذه الصلة التي لن تتباعد عن بعضها بآي حال من الأحوال.. لأن مهنة الصحافة هي كما هي لم تتغير ولكن الأسلوب التقني هو ما أضيف وسرعة انتشار الخبر ومما يعطي الأمل في هذه الصحافة في بدايتها العملاقة أنها أخذت ما هو معمول به في الصحافة الورقية وأخر تحديثاته وبدأت مشوارها أي أن الصحافة الإلكترونية بدأت من حيث انتهت الورقية… وكما أن لها مميزات تفوق الصحافة الورقية في متابعة الأخبار أول بأول ونشر الخبر في ذات الوقت المعلن عنه وأعتقد الكثيرون أن الصحافة الإلكترونية مريحة أكثر من الورقية فالصحفي في الصحف الورقية له مشوار طويل حتى يعترف به ككاتب صحفي ويكتب أسمه على عمله الصحفي فيما وفرت الصحافة الإلكترونية ذلك في أول مشاركة وهذا ما دعا الكثيرون للالتحاق بالعمل الصحفي الإلكتروني متناسين أن الصحافة هي كما هي( صحافة ) وكي أكون صحفي بمعنى الكلمة ليس معناه أن اجلس خلف مكتبي وأمامي جهاز كمبيوتر وأكتب ما يحلو لي وأنشره فأكون بذلك أصبحت صحافي… بل أن المجهود الذي يبذله الصحفي على الشبكة العنكبوتية يجب أن يتحلى بأكثر من صحفي الورق.. لأن مطلوب منه أن يكون متواجد ويعيش دائما داخل الحدث لنقله نقل مباشر لأنه لو تأخر دقائق سيكون السبق لغيره وهذا يلزم تفرغ كامل لهذه المهنة الجديدة كما أنه يجب أن يتوافر فيه مواصفات خاصة جدا فهو من يراجع نفسه وهو من يصحح أخطاؤه النحوية والمراجعة التاريخية ويجب أن يكون ملم بالثقافة الاجتماعية والنفسية والسياسية ومعرفة أسلوب المجتمعات في التلقي لأنه سوف يتعامل مع ثقافات عديدة يقع العمل عليه أكثر من صحفي الورق الذي يتناقل خبره على نطاق محدود ( إقليمي) وكذلك فإن مقاله الذي يكتبه أو الخبر يمر على عدة مكاتب ليراجع ويفحص ويقرر بعد ذلك نشره من عدمه… تلك المسئولية تعد من أهم ما يميز الصحافي الإلكتروني.. وتحمله عبء أكبر من أعباء المهنة الأساسية في تتبع الخبر وإيصاله للجريدة …. وكذلك نشره.. إذا فقد هذا الصحافي جزء من أساسيات المهنة قد يفقد مصداقيته من المتلقي الذي سيجد الخبر نفسه بعد لحظات على شاشة الكمبيوتر في مواقع أخرى ( دولية ومحلية ) قد تكون أكثر مصداقية ووضوح… فينهي حياته الصحافية وهو لا يزال في بدايته ..
العمل الصحفي على الشبكة العنكبوتية مرهق وحساس .. وبه أعباء كبيرة .. لم يفطن لها الكثيرون فقلم الرقيب ومقصه .. اختفيا هنا .. وهذا ما يجعل العمل به مسئولية أكبر ومتابعة أكثر من الكاتب ذاته وكذلك يجب أن يكون محنكا بالعمل الصحفي ويعلم مسبقا ردود الأفعال .. فهذه( الميديا ) الجديدة تجعلنا أمام أكبر ما حمل الإنسان في دنياه من مسئولية ( الحرية) وكيفية استعمالها ..
وحين ننظر لبعض من قالوا أنهم صحفيين إلكترونيين نجد أغلبهم يريدون أن يكونوا كتاب مقال .. وربما رؤساء تحرير!!! وتلك أعلى مرتبة صحفية فكي يكون لك مقال يجب أن تمتهن الصحافة من بدايتها وتصعد السلم الصحفي سلمه… سلمه إلى أن تصل بك احتكاكاتك و ثقافتك الصحفية لأن تصبح كاتب مقال ذو رؤية موضوعية واضحة و المدهش في عالم الصحافة الإلكترونية .. أن القادم على هذه المهنة يبدأ من أعلى درجاتها وأخطرها ..( المقال ) دون علم مسبق ودون وعي .. قد نجد في البعض أنهم يستحقوا هذه الدرجة ممن حباهم الله من فكر وأسلوب وحيادية مطلقه … ولكن الكثيرون ممن لا يصلحون لهذه المهمة يجب أن يتعلموا ويتقنوا العمل ويبدءوا كما بدء الصحفي الورقي حتى يصلوا لمرتبة ( الكاتب) … وهذه النصيحة التي أوجهها لأخوتي الذين يريدون أن يصبحوا صحفيين إلكترونيين أقدمها لهم من باب حب المهنة والارتقاء بها حتى لا يفسدها من ليس أهل لها وتفقد مصداقيتها مع المتلقي الذي في أغلب الأحيان قد تفوق قدراته في التلقي هؤلاء الكتاب المبتدئين…
.............................
حسين راشد
نائب رئيس حزب مصر الفتاة
وأمين لجنة الإعلام
رئيس تحرير جريدة مصر الحرة الإلكترونية
رئيس الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
بلا أدنى شك أن العالم اليوم بات على غير ما كان بالأمس .. وأن الثورة التكنولوجية التي توفرت فجأة .. ودون سابق إنذار أدت إلى فوضى استهلاكية عارمة .. و من هذه الفوضى التكنولوجية على سبيل المثال لا الحصر الفوضى الإعلامية على الشبكة العنكبوتية ( الانترنت) وما تم اصطلاحه بالإعلام الالكتروني أو الصحافة الالكترونية.. ومع بداية الغزو الأمريكي للعراق بدأت مرحلة جديدة من التعامل الإعلامي والصحفي.. وانتشرت البلوجات و المواقع الشخصية التي أبيحت بالمجان على أكثر من موقع بل و تبارت الشركات العنكبوتية و تبارزت وأصبحت المنافسة بين المواقع على من يعطي مساحة اكبر بعدما كانت بمقابل مادي لا يقدر عليه المواطن العادي أو المستخدم العادي للشبكة العنكبوتية.. وعلى سبيل المثال كانت المواقع التي تعطي مساحات مجانية تعطي مساحة لا تتعدى (5 ميجا بايت) و كان البريد الإليكتروني مقارب لهذه المساحة والآن أصبحت المساحات المجانية ( 50 ميجا بايت) أي عشرة أضعاف المساحة و البريد الاليكتروني أصبح ( 5 جيجا بايت ) أي ما يعادل الألف ضعف مساحة مجانية.. وهذا يدل على تطور الشبكة واتساعها بشكل ملحوظ وبالطبع فهذه المساحات الموهوبة بالمجان فتحت شهية الجميع أن يستغلوها بالتفاعل معها.. ولأن الرقابة على الانترنت شبه معدومة فقد استطاع الجميع استخدامها كل حسب غوايته .. و لكن بالأخص يهمنا الصحافة الإليكترونية أو الصحافة الإليكترونية ..
هذه المساحات التي وهبت – دون مقابل – فتحت شهية الجميع لإبراز المكنون بداخلهم من ملكات و هوايات من الصعب أن تبرز في أرض الواقع وانتشارها بالشكل المأمول .. فعلى سبيل المثال فاليوم أتيح لغالب مواطني البلاد حمل تليفون محمول باستطاعته تصوير الحدث صوت وصورة في أي وقت شاء طالما تواجد في قلب الحدث و في أقل وقت ممكن يستطيع أن ينشر الخبر على العالم أجمع .. أما في الماضي فلم تكن تلك الخاصية متوفرة حتى لكبار الصحفيين .. و نأتي للأهم في مهنة الصحافة فبعدما كان المتلقي متلقياً فقط للخبر أو المعلومة أو مستهلكاً فقط أصبحت لديه القدرة على التفاعل وإبداء رأيه بل والأكثر من ذلك المشاركة في صناعة الخبر كما يمكنه صناعة الخبر وحده بعدما انتشرت ثقافة البلوجات والمواقع المجانية .. وهنا قد يستطيع المواطن أن يكون صحفياً بامتياز ..ولكن تنقصه أهم ما كان يميز الصحفي الورقي أو الإعلامي الروتيني الذي كان يشترط أن يكون مثقفاً محنكاً ذا شخصية معينة ( كاركتر) يستطيع بمؤهلاته الشخصية وثقافته و أسلوبه نقل الخبر بحكمة و سلاسة .. ولكن اليوم المر اختلف كثيراً عن الماضي . فقد حدث تمرد على الروتين المعتاد و طريقة التلقي أصبحت على غير ما ألفناه .. فلم تعد شخصية الإعلامي التلفزيوني مبنية على الهيبة و الرزانة بل أصبحت على النقيض .. تماشياً مع الذوق العام الذي بدء يسقط في قاع المجتمع بدلاً من أن يأخذ بيد من بالقاع ليصعد بهم إلى القمة ..
صحافة المواطن حين نتحدث عنها يجب ألا نغفل الدور المأمول من العمل الصحفي .. في إبراز الحقائق و أسلوب إبرازها الذي نستطيع به أن نضع لها تصوراً إيجابياً وهذا لا بد له من حكمة يفتقدها الكثيرين من صحفي الجيل الجديد .. لأسباب عدة .
أهم هذه الأسباب تأتي للحرية التي ليس لها سقف أو سماء يصل لها الكاتب أو المحقق أو المحرر فأصبحت كمن يهلوس بهلوسته و يجب على المتلقي أن يصدقها .
عدم وجود معايير و آداب التناول في شتى المواضيع فأصبحت صحافة الفوضى أو هرطقات أدت إلى انعدام الثقة فيما يكتب سواء كان من الصحفي المعروف أو من الكاتب المجهول لأن الحقيقة في هذا الوقت تتيه بين سطور هذا وذاك .. وهذه إحدى سلبيات العمل الصحفي الإلكتروني عامة .. – فانطفأ بريق صاحبة الجلالة –
ولا شك أن الإعلام الالكتروني أخرج لنا جميعاً من هذا الجيل مواهب ووجوه لم تكن لتعرف لو لم تتح هذه المساحات الإلكترونية .. فلا واسطة ولا مجاملات ولا روتين ممل يعوق حرية الرأي والتعبير .. وكما هي حسنة فهي في الوجه الأخر سيئة .. حيث أصبح من الممكن دس الأفكار الخبيثة فكل من يستطيع أو لا يستطيع الإلمام بالعمل الصحفي أن يعمل به متى أراد ذلك ولم يعد هناك متلقي للخبر كما كان بالأمس القريب لأن الأقلام الكثيرة التي تكتب أغلبها تكتب ولا تقرأ .. مما قد يعرض مهنة الصحافة والأدب إلى الاندثار بسبب سطحية التعامل مع المادة الصحفية وعدم الإلمام بماهية العمل والمرجو منه .
فأصبح العمل الصحفي – سداح مداح- بلا هدف وبلا مقومات بل لا أتجنى علة أغلب كتاب الانترنت حين أقول أن أعمالهم التي يحسبونها حرية هي ذاتها القمع الفكري و دعوة للتسطيح والجهل .
وهذا لا يعني أن كل من يكتب على الإنترنت كذلك .. أبداً بل هي دعوة للوقوف ملياً و تحليل الظاهرة لينتج عن ذلك صناعة صحافة الغد بوعي و مهنية .
أعتقد الكثير أن هناك فرق كبير بين أصول المهنة بين الصحافة الورقية التي هي أساس الصحافة والأكاديمية الأساسية التي انبثقت منها الصحافة الإلكترونية… وهذه الصلة التي لن تتباعد عن بعضها بآي حال من الأحوال.. لأن مهنة الصحافة هي كما هي لم تتغير ولكن الأسلوب التقني هو ما أضيف وسرعة انتشار الخبر ومما يعطي الأمل في هذه الصحافة في بدايتها العملاقة أنها أخذت ما هو معمول به في الصحافة الورقية وأخر تحديثاته وبدأت مشوارها أي أن الصحافة الإلكترونية بدأت من حيث انتهت الورقية… وكما أن لها مميزات تفوق الصحافة الورقية في متابعة الأخبار أول بأول ونشر الخبر في ذات الوقت المعلن عنه وأعتقد الكثيرون أن الصحافة الإلكترونية مريحة أكثر من الورقية فالصحفي في الصحف الورقية له مشوار طويل حتى يعترف به ككاتب صحفي ويكتب أسمه على عمله الصحفي فيما وفرت الصحافة الإلكترونية ذلك في أول مشاركة وهذا ما دعا الكثيرون للالتحاق بالعمل الصحفي الإلكتروني متناسين أن الصحافة هي كما هي( صحافة ) وكي أكون صحفي بمعنى الكلمة ليس معناه أن اجلس خلف مكتبي وأمامي جهاز كمبيوتر وأكتب ما يحلو لي وأنشره فأكون بذلك أصبحت صحافي… بل أن المجهود الذي يبذله الصحفي على الشبكة العنكبوتية يجب أن يتحلى بأكثر من صحفي الورق.. لأن مطلوب منه أن يكون متواجد ويعيش دائما داخل الحدث لنقله نقل مباشر لأنه لو تأخر دقائق سيكون السبق لغيره وهذا يلزم تفرغ كامل لهذه المهنة الجديدة كما أنه يجب أن يتوافر فيه مواصفات خاصة جدا فهو من يراجع نفسه وهو من يصحح أخطاؤه النحوية والمراجعة التاريخية ويجب أن يكون ملم بالثقافة الاجتماعية والنفسية والسياسية ومعرفة أسلوب المجتمعات في التلقي لأنه سوف يتعامل مع ثقافات عديدة يقع العمل عليه أكثر من صحفي الورق الذي يتناقل خبره على نطاق محدود ( إقليمي) وكذلك فإن مقاله الذي يكتبه أو الخبر يمر على عدة مكاتب ليراجع ويفحص ويقرر بعد ذلك نشره من عدمه… تلك المسئولية تعد من أهم ما يميز الصحافي الإلكتروني.. وتحمله عبء أكبر من أعباء المهنة الأساسية في تتبع الخبر وإيصاله للجريدة …. وكذلك نشره.. إذا فقد هذا الصحافي جزء من أساسيات المهنة قد يفقد مصداقيته من المتلقي الذي سيجد الخبر نفسه بعد لحظات على شاشة الكمبيوتر في مواقع أخرى ( دولية ومحلية ) قد تكون أكثر مصداقية ووضوح… فينهي حياته الصحافية وهو لا يزال في بدايته ..
العمل الصحفي على الشبكة العنكبوتية مرهق وحساس .. وبه أعباء كبيرة .. لم يفطن لها الكثيرون فقلم الرقيب ومقصه .. اختفيا هنا .. وهذا ما يجعل العمل به مسئولية أكبر ومتابعة أكثر من الكاتب ذاته وكذلك يجب أن يكون محنكا بالعمل الصحفي ويعلم مسبقا ردود الأفعال .. فهذه( الميديا ) الجديدة تجعلنا أمام أكبر ما حمل الإنسان في دنياه من مسئولية ( الحرية) وكيفية استعمالها ..
وحين ننظر لبعض من قالوا أنهم صحفيين إلكترونيين نجد أغلبهم يريدون أن يكونوا كتاب مقال .. وربما رؤساء تحرير!!! وتلك أعلى مرتبة صحفية فكي يكون لك مقال يجب أن تمتهن الصحافة من بدايتها وتصعد السلم الصحفي سلمه… سلمه إلى أن تصل بك احتكاكاتك و ثقافتك الصحفية لأن تصبح كاتب مقال ذو رؤية موضوعية واضحة و المدهش في عالم الصحافة الإلكترونية .. أن القادم على هذه المهنة يبدأ من أعلى درجاتها وأخطرها ..( المقال ) دون علم مسبق ودون وعي .. قد نجد في البعض أنهم يستحقوا هذه الدرجة ممن حباهم الله من فكر وأسلوب وحيادية مطلقه … ولكن الكثيرون ممن لا يصلحون لهذه المهمة يجب أن يتعلموا ويتقنوا العمل ويبدءوا كما بدء الصحفي الورقي حتى يصلوا لمرتبة ( الكاتب) … وهذه النصيحة التي أوجهها لأخوتي الذين يريدون أن يصبحوا صحفيين إلكترونيين أقدمها لهم من باب حب المهنة والارتقاء بها حتى لا يفسدها من ليس أهل لها وتفقد مصداقيتها مع المتلقي الذي في أغلب الأحيان قد تفوق قدراته في التلقي هؤلاء الكتاب المبتدئين…
.............................
حسين راشد
نائب رئيس حزب مصر الفتاة
وأمين لجنة الإعلام
رئيس تحرير جريدة مصر الحرة الإلكترونية
رئيس الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: قسم الحوار والنقاش - السياسة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى