صرخة عجوز فلسطينية بقلم : خالد منصور
حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: قسم الحوار والنقاش - السياسة
صفحة 1 من اصل 1
صرخة عجوز فلسطينية بقلم : خالد منصور
صرخة عجوز فلسطينية
بقلم : خالد منصور
قالت لي تلك العجوز وهي ترفع سبابتها إلى السماء.. أكيد يا بنيّي الله راح يسلخ جلود كل المسئولين يوم القيامة.. قلت لها أكيد الله سيسلخ جلود كل المسئولين ممن لهم دور في مصائب شعبنا ( بس يا ستي هناك مسئولين ليس لهم علاقة بما يحصل ) فقالت لي: كلكم مسئولين .. كل اللي بشتغلوا بالسياسة مسئولين، لان ما يحدث اليوم هو نتيجة ما زرع السياسيون طيلة كل السنوات السابقة.. وحتى المحترمين من السياسيين فهم إما أنهم جبنوا فسكتوا أو حاولوا مسك العصا من النصف-- كي يرضوا الجميع ولا يغضب منهم الجميع.. حاولت أن أبرئ نفسي بالقول لها أنني لست مسئولا.. وانه لا دخل لي بما يجري من أحداث ومصائب.. وأنني بالعكس أحاول أن افعل شيئا ضد الغلط.. فقالت: أكيد انت مش منهم.. بس يا ابني الأمانة برقبتك ما بيوم من الأيام تعمل الغلط.. ولا تسكت على الغلط.. وان تعمل ما تستطيع لوقف الغلط.
حصل ذلك بعد يومين من أحداث الشجاعية.. التقيت بها جالسة على مدخل بيتها.. سيدة في سبعينيات عمرها، حادة الذكاء متحدثة جريئة، ومن عائلة معروفة بانتماءاتها الوطنية، طرحت عليها السلام احتراما وإجلالا لها، وبدلا من رد التحية قالت لي بنبرة الغاضب ( وكأنها كانت تنتظرني ): الله جابك يا ابني، تعال واجلس بقربي لتحدثني عما يجري في بلادنا-- وأتمنى أن تصدقني القول ( احكي بلا لف ولا دوران )-- وسألتني عن ما يجري في غزة من تفجيرات وما أعقبها من عمليات قتل واعتقالات واعتداء على المؤسسات.. داهمتني بسيل من الأسئلة الكبيرة، وأسمعتني كل ما كانت قد سمعته من الفضائيات، وما يتناوله العامة من الناس من حقائق وإشاعات.. ضحكت من لهفتها واستعجالها، وقلت لها: ترفقي بي قليلا وافسحي المجال لي كي أرد على أسئلتك، فصمتت قليلا كي تسمع، فحدثتها بالتفصيل عما جرى في غزة وما أعقبه من ردود أفعال في الضفة، وشرحت لها المخاطر الكامنة من استمرار الانقسام والخلاف.. فقاطعتني أكثر من مرة وهي تردد: الله يخزي المجرمين واللي بشدو على أياديهم.. الله يلعن أي قيادة ما بتفكر ابعد من انفها، وما عندها أي إحساس ولا أدنى شعور تجاه مصالح شعبها..
وفي النهاية قالت لي تلك العجوز: ( والله الحق ما هو على القيادة .. الحق على الشعب اللي ما يخرج للشوارع ويصرخ بأعلى صوت ضد الغلط.. ويقول لكل اللي بأيديهم القرار في غزة والضفة بكفي جنون وبكفي استهتار.. ويا إما بتقعدوا مع بعض لتتحاوروا وتنهوا هالمهزلة.. يا إما إحنا خلص قرفنا منكم ومن هالحالة، ومن حقنا عليكم إنكم تردوا إلنا الأمانة اللي أعطيناها الكم في الانتخابات، وخلونا نرجع ننتخب من جديد-- ومين ما أجا إنشاء الله القرود لازم نقبل بيهم )..
تركت العجوز وابتعدت قليلا عنها، لكنها عادت لتناديني وتطلب مني الاقتراب، لتقول لي كم هي تتمنى لو تلتقي بالرئيس أبو مازن وأيضا مع إسماعيل هنية، حتى تردد على أسماعهم كل ما قالته لي، بل وأكثر من ذلك لتقول لهم: كونوا على قدر الأمانة التي حملكم إياها شعبكم.. انهوا انقسام الشعب والوطن.. أوقفوا صراعكم ووحدوا صفوف شعبكم.. واستعدوا أكثر لملاقاة عدوكم الذي لم يتوقف لحظة واحدة عن ذبح أبناءكم ونهب أرضكم.. لا تطفئوا الأمل في قلوب الشعب ولا تكونوا مسئولين عن سفك دماء مزيد من الضحايا حتى لا يكتب التاريخ عنكم أنكم ألقيتم بشعبكم وقضيته في الهاوية.
مخيم الفارعة – 5/8/2008
بقلم : خالد منصور
قالت لي تلك العجوز وهي ترفع سبابتها إلى السماء.. أكيد يا بنيّي الله راح يسلخ جلود كل المسئولين يوم القيامة.. قلت لها أكيد الله سيسلخ جلود كل المسئولين ممن لهم دور في مصائب شعبنا ( بس يا ستي هناك مسئولين ليس لهم علاقة بما يحصل ) فقالت لي: كلكم مسئولين .. كل اللي بشتغلوا بالسياسة مسئولين، لان ما يحدث اليوم هو نتيجة ما زرع السياسيون طيلة كل السنوات السابقة.. وحتى المحترمين من السياسيين فهم إما أنهم جبنوا فسكتوا أو حاولوا مسك العصا من النصف-- كي يرضوا الجميع ولا يغضب منهم الجميع.. حاولت أن أبرئ نفسي بالقول لها أنني لست مسئولا.. وانه لا دخل لي بما يجري من أحداث ومصائب.. وأنني بالعكس أحاول أن افعل شيئا ضد الغلط.. فقالت: أكيد انت مش منهم.. بس يا ابني الأمانة برقبتك ما بيوم من الأيام تعمل الغلط.. ولا تسكت على الغلط.. وان تعمل ما تستطيع لوقف الغلط.
حصل ذلك بعد يومين من أحداث الشجاعية.. التقيت بها جالسة على مدخل بيتها.. سيدة في سبعينيات عمرها، حادة الذكاء متحدثة جريئة، ومن عائلة معروفة بانتماءاتها الوطنية، طرحت عليها السلام احتراما وإجلالا لها، وبدلا من رد التحية قالت لي بنبرة الغاضب ( وكأنها كانت تنتظرني ): الله جابك يا ابني، تعال واجلس بقربي لتحدثني عما يجري في بلادنا-- وأتمنى أن تصدقني القول ( احكي بلا لف ولا دوران )-- وسألتني عن ما يجري في غزة من تفجيرات وما أعقبها من عمليات قتل واعتقالات واعتداء على المؤسسات.. داهمتني بسيل من الأسئلة الكبيرة، وأسمعتني كل ما كانت قد سمعته من الفضائيات، وما يتناوله العامة من الناس من حقائق وإشاعات.. ضحكت من لهفتها واستعجالها، وقلت لها: ترفقي بي قليلا وافسحي المجال لي كي أرد على أسئلتك، فصمتت قليلا كي تسمع، فحدثتها بالتفصيل عما جرى في غزة وما أعقبه من ردود أفعال في الضفة، وشرحت لها المخاطر الكامنة من استمرار الانقسام والخلاف.. فقاطعتني أكثر من مرة وهي تردد: الله يخزي المجرمين واللي بشدو على أياديهم.. الله يلعن أي قيادة ما بتفكر ابعد من انفها، وما عندها أي إحساس ولا أدنى شعور تجاه مصالح شعبها..
وفي النهاية قالت لي تلك العجوز: ( والله الحق ما هو على القيادة .. الحق على الشعب اللي ما يخرج للشوارع ويصرخ بأعلى صوت ضد الغلط.. ويقول لكل اللي بأيديهم القرار في غزة والضفة بكفي جنون وبكفي استهتار.. ويا إما بتقعدوا مع بعض لتتحاوروا وتنهوا هالمهزلة.. يا إما إحنا خلص قرفنا منكم ومن هالحالة، ومن حقنا عليكم إنكم تردوا إلنا الأمانة اللي أعطيناها الكم في الانتخابات، وخلونا نرجع ننتخب من جديد-- ومين ما أجا إنشاء الله القرود لازم نقبل بيهم )..
تركت العجوز وابتعدت قليلا عنها، لكنها عادت لتناديني وتطلب مني الاقتراب، لتقول لي كم هي تتمنى لو تلتقي بالرئيس أبو مازن وأيضا مع إسماعيل هنية، حتى تردد على أسماعهم كل ما قالته لي، بل وأكثر من ذلك لتقول لهم: كونوا على قدر الأمانة التي حملكم إياها شعبكم.. انهوا انقسام الشعب والوطن.. أوقفوا صراعكم ووحدوا صفوف شعبكم.. واستعدوا أكثر لملاقاة عدوكم الذي لم يتوقف لحظة واحدة عن ذبح أبناءكم ونهب أرضكم.. لا تطفئوا الأمل في قلوب الشعب ولا تكونوا مسئولين عن سفك دماء مزيد من الضحايا حتى لا يكتب التاريخ عنكم أنكم ألقيتم بشعبكم وقضيته في الهاوية.
مخيم الفارعة – 5/8/2008
حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: قسم الحوار والنقاش - السياسة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى