دولة الشعر /أحمد الصافي النجفي
2 مشترك
حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: قسم الشعر - النثر -الزجل -القصة - نقد - دراسة -لقاءات ادبية :: قسم الشعر
صفحة 1 من اصل 1
دولة الشعر /أحمد الصافي النجفي
دولة الشعر /أحمد الصافي النجفي
--------------------------------------------------------------------------------
دولة الشعر
أحمد الصافي النجفي
بمجتمع النفاقِ أضعتُ عمري
وفي سوق الكسادِ عرضتُ شعري
ولولا أنني أرضيتُ فنّي
بشعري ما ظفرتُ بأيّ أجر
ولو صحَّ الطلاقُ لأيّ قومٍ
إذن طلَّقتُ قومي منذ دهر
أمُتُّ لهم بجسمي لا بروحي
وأحيا بين عصرٍ غيرِ عصري
وكنتُ اخترتُ شعباً غيرَ شعبي
وَلُوعاً بالحقائق حُرَّ فكر
ولكن كيف أسلو عن لسانٍ
وتاريخٍ تضمَّن خيرَ ذُخر؟
وكيف أعاف أجملَ ذكرياتي
وعهدَ صِباً بقلبي مستقرّ؟
يُكلِّفني النفاقَ محيطُ سوءٍ
وتأبى همّتي وكريمُ نَجْري
أبعدَ الأربعين أعاف خُلْقي
وحتى اليوم ما لَوّثتُ سِفْري
أرى زمني تجاهَلَني وإني
على رغم الزمانِ عرفتُ قدري
هويتُ صلاحَهُ وهوى فسادي
كلانا في نضالٍ مستمرّ
إذا ما الكونُ كلّفني فساداً
فأجملُ موضعٍ في الكون، قبري
وإن ساد النفاقُ على بلادٍ
فأغربُ ما تراه وجودُ حُرّ
رأيتُ العلمَ يُفسد جُلَّ قومي
كأن العلم مجبولٌ بشرّ
بذورُ العلمِ تأتينا بشوكٍ
وتأتي للأنام بخير زهر
وكانت دولةٌ للشعر دالتْ
ودالت مثلها دولاتُ نثر
وجاءت دولةٌ للمال تسعى
وتاجرَ أهلُها لكنْ بخُسر
بنبذ الشعرِ قد باهت ولكنْ
تُتاجر باسم (تذكارِ المعرّي)
فقلْ لـ «ابن العميدِ» سعدتَ عهداً
فقد كنتَ الوزيرَ بدون وِزْر
قد اخترتُ منذ القِدْمِ عيشَ التشرُّدِ
لفقري، وللفوضى، وحبّ التجرّدِ
وما زلتُ فيه رغمَ ما نلتُ من غنًى
فلي فيه أضحتْ لذّة المتعوّد
ولو أنني أسلو التشرّدَ، عادتي
فكيف سُلوّي رفقتي في التشرّد ؟
هُمو رِفقتي حقّاً وشعبي وأمتي
ومملكتي في كل حَزْنٍ وفَدْفَد
قوانينُهم ما يرتضيه ضميرُهم،
وعيشُهمو عيشُ البساطةِ والدَّد
حروبُهمو في الحال تبدو وتنتهي
وحقدُهمو لا يستمرّ إلى غد
وبينهمُ لا يطلبون حكومةً
فحاكمُهم منهم، وكلٌّ كسَيّد
يشارك كلٌّ غيرَه في طعامهِ
وسِيّان ذو زادٍ وغيرُ مُزوَّد
يعيشون كالأطفال عيشَ براءةٍ
وهم إخوةٌ رغمَ ابتعادٍ بمولد
لقد جمعتْ تلك البراءةُ بيننا
وما العلمُ عن تلك المودّةِ مُبعِدي
تعلّمتُ ما لم تُعطني الكُتْبُ منهمو
فجئتُ إلى الدنيا بهذا التجدّد
عليَّ لهذا الشعبِ فضلُ مُعلِّمٍ
ومن يتعلَّم عن يد الشعبِ يَسْعد
من الشعب أستملي فأُملي دروسَهُ
على الكُتْب والنادي وحلقة مسجد
لهم علمُهم، دون ادّعاءٍ لعلمهم
وكم مُدّعٍ للعلم أبلهِ، أبلد
تَواضُعُ جُهّالٍ لديهم يَزينهم
إلى حسن إصغاءٍ إلى كلّ مُرشِد
يعود إليهم منتهٍ من علومهِ
ليَحظى بنعت العالمِ المتفرِّد
فها هي أسمى جامعاتٍ عرفتُها
حوتْ عِبَرَ الدنيا إلى نُبْل مقصد
وشتّانَ، ذا يسعى لنيل «شهادةٍ»
وذاك متى يستشهدِ الشعبُ، يشهد
مع الكُتْبِ أحيا بين رهطٍ مُعلَّمٍ
وبالشعب في لُبّ الحياةِ المجرَّد
معاشُهمو ما يكسبون بيومهم
ومرقدُهم ما عنَّ من مُتوسَّد
فواحدُهم إن لم ينل مُتوسَّداً
تَوسَّدَ مرتاحاً وأغفى على اليد
يعيشون في مَقهاهمو كعشيرةٍ
وإنْ ينتسب كلٌّ لأرضٍ ومَحْتد
وهل نسبٌ مثلُ التشرّدِ جامعٌ
تَجمّعَ فيه كلُّ شملٍ مُبدَّد ؟
لقد وحّدَ الأقوامَ من كلّ مِلّةٍ
وأومى إليه كلُّ حرٍّ، مُشرَّد
فليت به جمعيّةُ الأممِ اقتدتْ
لتهديَ بالتوحيد، من ليس يهتدي
فباح بها كلٌّ بما في ضميرهِ
وخلّى اختلافاً بين قولٍ ومَقْصد
قد احتاج كلٌّ ترجماناً لقولهِ
لِنفهمَه رغمَ اللسانِ الموحَّد
ففي الغرب معناه وفي الشرق لفظهُ
وبينهما تِهنا فهاتوا بمُرشِد
فأين لديهم وحدة وصراحةٌ
قد امتاز فيها كلُّ أهلِ التشرّد ؟
هُمُ الشعبُ حقّاً لا المنادون باسمهم
وليس لهم غيرُ الشعارِ المردَّد
أرانيَ حُرّاً، إذ أكون بجمعهم
ولي في سواهم عيشُ عبدٍ مُقيَّد
فمعظمُ شعري جاء بين ضجيجهم
وإن زرتُ يوماً نادياً أتبلَّد
فقارنْ بشعري شعرَ نادٍ «ومكتبٍ»
ومائدةٍ بين الأثاث المنضَّد
ترى الفرقَ بين الحُرِّ والعبد ظاهراً
وما جاء عفوَ الفكرِ، والمتعمَّد
--------------------------------------------------------------------------------
دولة الشعر
أحمد الصافي النجفي
بمجتمع النفاقِ أضعتُ عمري
وفي سوق الكسادِ عرضتُ شعري
ولولا أنني أرضيتُ فنّي
بشعري ما ظفرتُ بأيّ أجر
ولو صحَّ الطلاقُ لأيّ قومٍ
إذن طلَّقتُ قومي منذ دهر
أمُتُّ لهم بجسمي لا بروحي
وأحيا بين عصرٍ غيرِ عصري
وكنتُ اخترتُ شعباً غيرَ شعبي
وَلُوعاً بالحقائق حُرَّ فكر
ولكن كيف أسلو عن لسانٍ
وتاريخٍ تضمَّن خيرَ ذُخر؟
وكيف أعاف أجملَ ذكرياتي
وعهدَ صِباً بقلبي مستقرّ؟
يُكلِّفني النفاقَ محيطُ سوءٍ
وتأبى همّتي وكريمُ نَجْري
أبعدَ الأربعين أعاف خُلْقي
وحتى اليوم ما لَوّثتُ سِفْري
أرى زمني تجاهَلَني وإني
على رغم الزمانِ عرفتُ قدري
هويتُ صلاحَهُ وهوى فسادي
كلانا في نضالٍ مستمرّ
إذا ما الكونُ كلّفني فساداً
فأجملُ موضعٍ في الكون، قبري
وإن ساد النفاقُ على بلادٍ
فأغربُ ما تراه وجودُ حُرّ
رأيتُ العلمَ يُفسد جُلَّ قومي
كأن العلم مجبولٌ بشرّ
بذورُ العلمِ تأتينا بشوكٍ
وتأتي للأنام بخير زهر
وكانت دولةٌ للشعر دالتْ
ودالت مثلها دولاتُ نثر
وجاءت دولةٌ للمال تسعى
وتاجرَ أهلُها لكنْ بخُسر
بنبذ الشعرِ قد باهت ولكنْ
تُتاجر باسم (تذكارِ المعرّي)
فقلْ لـ «ابن العميدِ» سعدتَ عهداً
فقد كنتَ الوزيرَ بدون وِزْر
قد اخترتُ منذ القِدْمِ عيشَ التشرُّدِ
لفقري، وللفوضى، وحبّ التجرّدِ
وما زلتُ فيه رغمَ ما نلتُ من غنًى
فلي فيه أضحتْ لذّة المتعوّد
ولو أنني أسلو التشرّدَ، عادتي
فكيف سُلوّي رفقتي في التشرّد ؟
هُمو رِفقتي حقّاً وشعبي وأمتي
ومملكتي في كل حَزْنٍ وفَدْفَد
قوانينُهم ما يرتضيه ضميرُهم،
وعيشُهمو عيشُ البساطةِ والدَّد
حروبُهمو في الحال تبدو وتنتهي
وحقدُهمو لا يستمرّ إلى غد
وبينهمُ لا يطلبون حكومةً
فحاكمُهم منهم، وكلٌّ كسَيّد
يشارك كلٌّ غيرَه في طعامهِ
وسِيّان ذو زادٍ وغيرُ مُزوَّد
يعيشون كالأطفال عيشَ براءةٍ
وهم إخوةٌ رغمَ ابتعادٍ بمولد
لقد جمعتْ تلك البراءةُ بيننا
وما العلمُ عن تلك المودّةِ مُبعِدي
تعلّمتُ ما لم تُعطني الكُتْبُ منهمو
فجئتُ إلى الدنيا بهذا التجدّد
عليَّ لهذا الشعبِ فضلُ مُعلِّمٍ
ومن يتعلَّم عن يد الشعبِ يَسْعد
من الشعب أستملي فأُملي دروسَهُ
على الكُتْب والنادي وحلقة مسجد
لهم علمُهم، دون ادّعاءٍ لعلمهم
وكم مُدّعٍ للعلم أبلهِ، أبلد
تَواضُعُ جُهّالٍ لديهم يَزينهم
إلى حسن إصغاءٍ إلى كلّ مُرشِد
يعود إليهم منتهٍ من علومهِ
ليَحظى بنعت العالمِ المتفرِّد
فها هي أسمى جامعاتٍ عرفتُها
حوتْ عِبَرَ الدنيا إلى نُبْل مقصد
وشتّانَ، ذا يسعى لنيل «شهادةٍ»
وذاك متى يستشهدِ الشعبُ، يشهد
مع الكُتْبِ أحيا بين رهطٍ مُعلَّمٍ
وبالشعب في لُبّ الحياةِ المجرَّد
معاشُهمو ما يكسبون بيومهم
ومرقدُهم ما عنَّ من مُتوسَّد
فواحدُهم إن لم ينل مُتوسَّداً
تَوسَّدَ مرتاحاً وأغفى على اليد
يعيشون في مَقهاهمو كعشيرةٍ
وإنْ ينتسب كلٌّ لأرضٍ ومَحْتد
وهل نسبٌ مثلُ التشرّدِ جامعٌ
تَجمّعَ فيه كلُّ شملٍ مُبدَّد ؟
لقد وحّدَ الأقوامَ من كلّ مِلّةٍ
وأومى إليه كلُّ حرٍّ، مُشرَّد
فليت به جمعيّةُ الأممِ اقتدتْ
لتهديَ بالتوحيد، من ليس يهتدي
فباح بها كلٌّ بما في ضميرهِ
وخلّى اختلافاً بين قولٍ ومَقْصد
قد احتاج كلٌّ ترجماناً لقولهِ
لِنفهمَه رغمَ اللسانِ الموحَّد
ففي الغرب معناه وفي الشرق لفظهُ
وبينهما تِهنا فهاتوا بمُرشِد
فأين لديهم وحدة وصراحةٌ
قد امتاز فيها كلُّ أهلِ التشرّد ؟
هُمُ الشعبُ حقّاً لا المنادون باسمهم
وليس لهم غيرُ الشعارِ المردَّد
أرانيَ حُرّاً، إذ أكون بجمعهم
ولي في سواهم عيشُ عبدٍ مُقيَّد
فمعظمُ شعري جاء بين ضجيجهم
وإن زرتُ يوماً نادياً أتبلَّد
فقارنْ بشعري شعرَ نادٍ «ومكتبٍ»
ومائدةٍ بين الأثاث المنضَّد
ترى الفرقَ بين الحُرِّ والعبد ظاهراً
وما جاء عفوَ الفكرِ، والمتعمَّد
رد: دولة الشعر /أحمد الصافي النجفي
مشكور يا استاذي الفاضل يا امير المنابر يا كبير المنتدى
المخلص انور طقاطقة
المخلص انور طقاطقة
انور طقاطقة- عدد الرسائل : 503
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
رد: دولة الشعر /أحمد الصافي النجفي
لطفي الياسيني كتب:الاستاذ الاديب الراقي امير المنابر الكبيرانور طقاطقة
تحية الاسلام
لك مني عاطر التحية
واطيب المنى
دمت بخير
رد: دولة الشعر /أحمد الصافي النجفي
لطفي الياسيني كتب:لطفي الياسيني كتب:الاستاذ الاديب الراقي امير المنابر الكبيرانور طقاطقة
تحية الاسلام
لك مني عاطر التحية
واطيب المنى
دمت بخير
مشكور يا امير المنتدى الفاضل يا ابا الرجال
لك مني عاطر التحية والتهاني
واطيب المنى
المخلص انور طقاطقة
لك مني عاطر التحية والتهاني
واطيب المنى
المخلص انور طقاطقة
انور طقاطقة- عدد الرسائل : 503
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 06/08/2008
رد: دولة الشعر /أحمد الصافي النجفي
لطفي الياسيني كتب:الاستاذ الاديب الراقي امير المنابر الكبيرانور طقاطقة
تحية الاسلام
لك مني عاطر التحية
واطيب المنى
دمت بخير
حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح :: قسم الشعر - النثر -الزجل -القصة - نقد - دراسة -لقاءات ادبية :: قسم الشعر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى