غربة المدينة!!جميل محمد الشيخ/القدس

عشاق فتح الأربعاء أغسطس 06, 2008 11:43 am

غربة المدينة!!جميل محمد الشيخ/القدس
.................................................. .
بكى صاحبي فرحا باللقاء
وراح يقبل نجم السماء
ويلثم زهر الهوى في هيام
ويحضن بين يديه الهواء
ويحمل في شفتيه سكوتا
فأحسبه طائرا في الفضاء
يقبل كل زوايا الأماني
فقد نال ما يشتهي أو يشاء
فهذي المدينة عاشت وتبقى
حنينا يخالط مجرى الدماء
وصورتها فوق بسم العيون
كينبوع ذكرى تمد البقاء
سحابة غم تظل لقانا
تعكر صفو ابتهاج الرفاق
فلا الصوت صوتي ولا الجلد جلدي
عيون تشع سموم النفاق
عناكب تسكن أمن الليالي
فتنمو الخرائب والخوف باق
يفارق نور الأمان عيوني
فتبقى المنايا ومر الفراق
ويحضن صدري نسيم خبيث
ويعصرني ريح ذاك العناق
وأغلق عيني لعلي بحلم
فيا ويح نفسي..لهيب احتراق
ولاحت لنا نظرة في سماها
فلا النور بان ولا الفجر لاح
نعيد إلى الشرق أنظار أمس
ونأمل أن يستفيق الصباح
نردد في الصدر أنفاس ذكرى
فترتد صرعى وتبقى الجراح
تطل الروابي كئيب ضحاها
فلا الورد نادى ولا الديك صاح
فلا الياسمين يمد يديه
ليحضن شوقا وبشر انشراح
وشدو الطيور يئن حزينا
فلا الريح نشوى ولا العطر فاح
يمر الظلام بظل الروابي
فتصحو الليالي ويغفو النهار
تفرُّ…. بداخلنا ألف آه!
نفرُّ……وليس لنا من فرار
كوابيس صمت تشق الزوايا
وتنين يأس يميت القرار
وأمواج حقد تدوس الأماني
تشوه بالبؤس وجه الديار
ونحسب أنّا فقدنا هدانا
نبيت بشك ...وخوف انتظار
كأنَّ السرور حرام علينا
فيا ليتنا ما ركبنا القطار
ورحنا نقيس الطريق ..كأنا
نخاف الضباع بدرب الغروب
ونخشى ضياع خطانا اللواتي
فقدن البعيد وتاه القريب
أهذي الطريق القديم التي قد
تعوَّد خطوي…
أما من مجيب؟
أم الدرب أصبح أيضا شريدا
فيا حزننا إن فقدنا الدروب
ثرى الأرض كان كأوفى صديق
ولكنه الآن أمسى غريب
فهذي النعال غريب صداها
فوا ضيعتاه… ثرانا الحبيب
أهذي مدينتنا….؟ أم تراها
أضاعت هداها بحضن الأنين
أم الدرب سارت بنا نحو أخرى
سراب.. وضعنا مع الضائعين
غريب سماها ..وطين ثراها
فأفٍّ إذا المهد شوك وطين
كئيب ضحاها ..عبوس مساها
ونام الصباح مع النائمين
وتغفو الليالي على صوت لحن
لرجع صداه أنين السنين
أم الدمع من مقلتيها سيول
تظن بأن القلوب تلين
وجوه تمر …فأنكرها… ..من؟
تراه يدنس أرض السماء
وأيد تمر بدون سلام
تحيي النيام بحضن النساء
يدوس الروابي لعاب السكارى
ويبقى النهار أسير المساء
وشمس الضحى كسراج سقيم
فلا دفء فيها .. وغاب الضياء
أحقا مدينتنا تلك.. أم لا..؟
وهل نرتجي من غفاة عطاء
رفاق الليالي على كأس فُجرٍ
وهل بعد فُجرٍ يكون حياء
لماذا الورود تخاف الروابي
وريح الدماء تلف الجبال
وتغفو الشوارع في حضن موت
ويمسي الأمان يشد الرحال
ويصحو الظلام يلف الزوايا
ويبقى الجبان بساح النضال
فتحيا المدينة عصر السحالي
وتحلو الحياة لشبه الرجال
فأمضي مع الحلم ..
أمضي بعيدا
عسى أن يكون قريب المنال
فأرجو الصباح ولو بعد حين
وأشتاق في الفجر صوت بلال
وأحلم بالنور يروي ثراها
ويعلو المآذن ألف بلال
ويعلو المآذن ألف بلال